13 سبتمبر 2025

تسجيل

التجديد وضرورة التحدث عنه من جديد

04 يونيو 2016

حين أفكر في رمضان ودخول هذا الشهر الفضيل علينا، أشعر به كضيف يُقبل، ويبحث بيننا عمن يرحب به، ويأخذه بالأحضان، ومن ثم يستضيفه بخير ما يكون لديه من خير يتقدم به طوال الشهر، حتى ينقضي ويخرج منه محملاً بكثير من الأعمال التي نسأل الله أن يتقبلها منا، اللهم آمين، فهو ما نعمل من أجله كمسلمين، ونأمل الفوز بأفضل ما سيكون منه وإن كان ذلك بعد حين لا يعلمه سوى علام الغيوب، وحتى يكون لنا ذلك نسأل الله التوفيق للجميع، اللهم آمين. في كل عام اعتدنا التحدث خلال الشهر الفضيل عن بعض تفاصيله التي تهمنا، ولربما تفلت من حسابات البعض، وذلك؛ كي ندرك ومن بعد ما يعنيه بالنسبة لكل واحد منا، وتلك الآلية التي يعتمدها في سبيل قضاء أجمل لحظاته قبل أن تنقضي دون أن يستثمرها بمفيد يُحسب له لا عليه، وهو ما قد وُفقنا فيه من قبل، ونتمنى تحصيل ذات النتائج هذه المرة، كما نتمنى أن يكون لصفحة الزاوية الثالثة نصيبها من ذلك.أحبتي: لا يفصلنا عن رمضان سوى القليل من الوقت، الذي لابد أن ندركه بأعمال صالحة، لا حق لها أن تكون في رمضان فحسب، ولكن من حقها أن تنطلق من رمضان الذي سيكون نقطة نتجدد فيها على الدوام، وهو ما اعتدت التوقف عنده في كل مرة؛ للتأكيد على أهميته، خاصة وأن بيننا من يعتقد بأن التقدم بالأعمال الصالحة يرتبط بفترة زمنية معينة تتخذ من رمضان عنواناً لها، وبمجرد أن يمضي الشهر الفضيل في سبيله حتى يعود كل شيء إلى ما كان عليه، وهو كل ما يُخالف العقل ويختلف معه، ومن الضروري أن نوضحه؛ كي تصبح الصورة أجمل. نعم يكون الأجر مضاعفاً في رمضان، ولكن ذلك لا يعني أن نعبث كل الوقت دون أن نلتفت إلى ما علينا من واجبات لابد وأن نلتزم بها حتى يدخل الشهر الفضيل، الذي نُخلص فيه؛ كي يُمسح ما كان منا، ثم ومتى انقضى نعود إلى ما كنا عليه، ولكن أن نعمل طوال العام بما يكون خالصاً لوجه الله، ولا نية لنا بشيء سوى كسب رضاه، حتى وإن دخل الشهر بذلنا المزيد؛ طمعاً بالمزيد مما نحتاج إليه؛ كي يتضاعف الأجر، ونحصد بفضله مكانة عليا في هذه الحياة، ومرتبة عظمى يوم يكون الحساب.إن أهم ما يجدر بنا التركيز عليه هو أن رمضان نقطة تجديد، تتجدد فيها الروح، وتنتعش بكسر روتين تلتزم به طوال العام، وتبني عليه نظام حياتها، الذي يتأثر كثيراً بمجرد أن يحل الشهر الفضيل كضيف لا يبقى طويلاً، ولكنه يترك أثره في النفوس ولفترة طويلة جداً، إن سمحنا له -والحديث عنه ذاك الأثر- بأن يظل يحفزنا على تقديم أفضل ما لدينا؛ لنكون بذلك كمن تلقى دروسه مع هذا الشهر وفيه، الشهر الذي يُربي ويُنمي، ويصقل ما في الأعماق في كل مرة يُقبل فيها، حتى وإن رحل عنا، ومن ثم عاد إلينا وجد ما قد تركه من قبل، فربت على ظهره؛ كي يستمر ونستمر معه، بمعنى أن ما بدأنا به العام الماضي، وغرسناه في الأعماق؛ كي تتأثر وتؤثر فيما بعد، لابد وأن نأخذ بيده؛ كي يتجدد، ينتعش، ومن ثم يقوى ويصبح أكبر مما كان عليه، فما سنكتسبه بفضله هو ما سنواجه به حياتنا بصدر رحب يتقبل كل ما يُفرض عليه وإن كان فيه ما يزعجه، ولكنه سيهون بفضل ما تتمتع به النفوس من خير يكون لها متى كان الشهر الفضيل، أعاننا الله على صيامه وقيامه، اللهم آمين. من همسات الزاويةربما تكون الأخطاء كبيرة جداً، وربما تتراكم ويتضاعف حجمها؛ لتأخذ من تفكيرك حيزاً كبيراً تنشغل به، فتفكر ومن بعد بطريقة تُخلصك منها، وربما تضيع وسط لحظات التفكير، التي إن سرت خلفها فلن تدرك ما عليك، ويمكنك من خلاله تحسين وضعك، ويجدر بك الالتفات إليه من هذه اللحظة؛ كي تتفادى كل ما قد سبق، وتعانق الشهر الفضيل بأعمال سترتقي بها وتعلو؛ لتبلغ المكانة التي تليق بك وستشعر معها بأنك في أفضل حالاتك كما يجدر أن يكون لك، وحتى يكون ذلك نسأل الله التوفيق لك وللجميع، وكل عام ونحن بخير بألف خير.