17 سبتمبر 2025
تسجيلامتداد ساعة جديدة تطل من نهار جديد تعني فرصة جديدة يكتبها الله لنا؛ كي نعيش، وأن نعيش يعني أن نستمر بشكل يترجم الاستمرارية بكل تفاصيلها التي نعرفها وتتميز بخيرها (لا شرها)، فرحيل الأمس لا يعني بأن ما فيه قد رحل معه، ولكنه يعني بأن منه وفيه ما يستحق المتابعة، ويستحق منا بأن نحافظ عليه حتى نُحققه كاملاً قبل أن نمضي إلى جديد يهمنا ويشغل بالنا، مما يعني أن دخول اليوم عليك يُطالبك بمتابعة ما كان من الأمس ولم تتمكن من الانتهاء منه بعد لأسباب وإن عظمت وبدت لك كبيرة جداً إلا أنها لا تستحق بأن تقف من أمامك؛ كي تمنعك من تحقيق ما تريده وذلك؛ لأن مهمتك أكبر وتستحق منك جهداً أكبر؛ كي تنجزها وإن لم يكن ذلك بشكل (يسير) يسير في الاتجاه الذي ترغب به أصلاً، والحق أن لا شيء يهم سوى أن تُنجز المهمة. حين تستيقظ صباحاً تجد من الأفكار ما قد يشغل بالك، وهي تلك التي تأخذ حجمها وتستمد قوتها من القدر الذي ستسمح لها به، فإن سمحت بالكثير لهاجمتك تلك الأفكار وجعلتك تعيش أتعس لحظات حياتك دون أن تتمكن من خوضها وأنت تشعر بقيمة كل لحظة منها، وتقدم لها تماماً ما كنت تخطط له من قبل؛ لأنك وبكل بساطة لن تجد من نفسك مساحة تسمح لك بعمل أي شيء سواه البكاء والتحسر على ما لا يستحق منك ذلك وسيسحق قوتك ورغبتك بمتابعة يوم جديد بلحظة ضعف لربما تجعلك تتهور وتَنقَض على آمالك وأحلامك؛ لتُنقِض صبرها، فلا ينتهي بك الأمر إلا وقد بَطُل يومك، وأنت لا تقوى على شيء سوى مراقبة الساعات وهي تفر منك دون رجعة؛ لتغدو من الماضي، الذي لن يُحسب لك بتاتاً، في حين أنه ومن الممكن بأن تتجنب كل تلك الفصول متى سمحت بقدر بسيط جداً لتلك الأفكار، التي تشغلك منذ الصباح، وتحتاج إليها؛ لأنها تخصك وتتعلق بك، ولابد لك وأن تأخذ منها ما يليق بك، وما تحتاجه؛ كي تدرك الصواب والخطأ، فتمضي بخيره نحو الخير الذي ترغب به، فهو ما يستحق بأن يكون أصلاً. لا تغضب من وضعك (نعم) لا تغضب من وضعك؛ لأنك وإن فعلت فلن تخرج بشيء سواه الفشل، الذي سيظل يتغذى على ضعفك حتى ينمو ويكبر وتظل أنت كما أنت، فإن تغير وضعك صرت أقل منه وأضعف، وهي المشكلة التي ستجعل حياتك خاضعة لتقلب مزاجها بشكل لن يروقك بتاتاً، وسيجبرك على التقليل من قيمة نفسك؛ لاعتقادك بأن العيب يكون في كل اتجاه تتوجه إليه، في حين أن كل ما يتطلبه الأمر هو انتهاج نهج (القناعة)، فتقنع وتقتنع بما قسمه الله لك، وتحاول وبكل جهدك توظيف ما أنت عليه ليليق بك ويناسبك أكثر. حقيقة فإن التفكير الطويل جداً سينخر قواك، وسيفتح الأبواب أمام تلك الأمراض النفسية الخطيرة؛ لتفرد عضلاتها عليك، وتجبرك عليها، وهو ما لا يمكن تجاهله وإن كان على المدى البعيد، الذي سيهرول نحوك ولا نية له بشيء سوى الوصول إليك، وكي تتجنب ذلك فما عليك سوى تذكر وضع (البسكوت)، نعم قد تستغرب مقارنة ما أنت عليه به، ولكنها التجربة ما تفرض عليك ذلك، فالمعروف بـأن البسكوت حلو المذاق، ولكنه يصبح هشاً مع غمسه بالشاي؛ لينتهي أمره كما يعتقد من يعتقد ذلك، غير أن البسكوت لا يحزن على ذلك؛ لأنه يتذكر تماماً لذته الحقيقية خاصة حين يصل إلى الفم، مما يعني أن هشاشته مجرد مرحلة تسبق مرحلة أخرى أساسية؛ لذا لا يجدر بك إلا وأن تصبح مثله، فلا تضيق ذرعاً متى حاصرتك الضغوطات وسط مرحلة (ما) من مراحل الحياة وذلك؛ لأنها مجرد مرحلة تحتاج إليها قبل أن تصل إلى هدفك، فلا تحزن متى شعرت بها تلك الهشاشة وهي تعبث بك، ولكن تحمل وركز على هدفك فقط. همسات من القلب مهما كبرت ضغوطاتك وعظمت فتذكر بأن الله أكبر وأعظم من أي شيء، والتوجه إليه بصلاة يحتضنها جوف الليل خطوة ستزيح عنك الكثير؛ لتبدأ صباحك التالي وأنت أكثر إقبالاً على حياتك وكل ما ينتظرك فيها، فتعمل وأنت تعني وتعي ما تقوم بعمله؛ لتبدع ويتضاعف حجم إبداعك إلى أن يصل بك إلى تلك القمة التي تحلم بها، مما يعني أن كل ما تحتاج إليه هو تذكر هذه الحقيقة وهي أن اللجوء إلى الله دائماً هو الحل الأمثل مع كل الظروف. الصغير الكبير مبارك بالأمس احتفلنا بتخرج صغيري مبارك (ابن أخي) من الروضة، بعد رحلة طويلة من الجد الذي بذله كل من حوله؛ كي يحقق هذا الإنجاز ويتخرج، والحق أني قد شعرت حينها بفرحة كبيرة لا تصفها الكلمات؛ لأنها تجاوزت حدود المعقول، ولم تسمح لي سوى بكتابة هذه الكلمات له ولكل من قطع شوطاً دراسياً موفقاً: كل عام وأنتم بخير يُبشر الوطن بكل خير يعتمد عليه؛ ليصبح المستقبل أفضل وأكثر تألقاً وتميزاً.