16 سبتمبر 2025
تسجيلكيف للمرء أن يُزهق حياته دون إنهائها، ويقع ذلك ويتحقق في كبتها وتضييق الخناق عليها وغلق دائرة الحياة الواسعة لتصبح ثقباً ضيقاً لا يكاد المرء يستطيع معها الاستمرار بالحياة. إن من نعم الله عز وجل أنه خلق كل شيء بمقدار والأرزاق خُلقت بمقدار وتتفاوت النعم لدى البشر ولكنها بلا شك عادلة، فزيادة المال هنا، والبركة هناك، والصحة هنا، والأبناء هناك وبتنظيم لا يعلمه إلا الله عز وجل. صحيح أن الحاسد قد يوقع ضرره على العباد وبطرق مختلفة ويفرح بزوال نعمة الغير ولكن هذا الفرح ليس بدائم بل هو مؤقت ! فالحاسد يحيى حياته بكاملها في تتبع شؤون الغير وما يملكونه من خير فهو ينتهي من حسد أشخاص لينتقل إلى حسد شخص آخر ويظل في هذه الدائرة المُزعجة، كما أن هذه العملية لا تُعطيه الراحة بل هو في ضنك وهّم يحيا به في حياته وبشكل يومي وحتى الممات إن لم يتدارك نفسه. فالحاسد لا يستطيع إرضاء نفسه إلا بزوال نعمة كل شخص أفضل منه وهذا أمرٌ من المستحيل تحقيقه. ومن أشد الأمور الناتجة من الحسد هو وقوع الشعور بعدم الرضا بما قدره الله عز وجل له وعدم رضاه بما قُدر للغير بأفضلية منه وهذا الأمر خطير والله تعالى أعلم بما يؤثم به. فالحاسد في واقعه يقتل نفسه بنفسه فهو لا يحيا حياته كسائر البشر بل يقتل كل لحظة سعيدة تصادفه لأنه يرى هناك من حصل على شيءٍ أفضل منه ! كما أن أثر الحسد بلا شك سيحصده في منزله وبين أبنائه وزوجته وسيصبح هذا الحاسد يحيا تحت مظلة مُظلمة صنعته نفسه المريضة وستُغرقه آثاره قبل أن تغرق غيره. أخيراً ارضى بقدر الله عز وجل وماقدره لك ستكون يقيناً من أسعد الناس.