15 سبتمبر 2025

تسجيل

منحة الإجازة السنوية

04 مايو 2021

إن دولة قطر من الدول القليلة التي استطاعت بفضل من الله ومن ثم رجالات قطر من امتصاص الصدمة الأولى لجائحة كوفيد - 19 وتأثيراتها الاقتصادية التي حصلت على عدة دول والخروج من السنة الأولى للجائحة بأقل الخسائر بل قد تكون الأكثر ربحاً بمقياس ما خسرته أغلب دول العالم في اقتصاداتها وفقدان الكثير من الموظفين لأعمالهم. فإن حُسن الإدارة والتخطيط الإستراتيجي من قبل وزارات الدولة المُختلفة المعنية ساهمت في ثبات الاقتصاد بشكل كبير، بالإضافة إلى قيام الحكومة باحتساب سعر برميل النفط في الميزانية العامة بأقل من قيمته الفعلية في الأسواق العالمية، وذلك قد يصل في حدود 30٪؜ بسعرأقل وذلك لتجنب أي طارئ قد يهوي بأسعار النفط وبالتالي تأثيره على الميزانية العامة، وهذا ما حدث بالفعل هبوط حاد في أسعار البترول ولكن نجحت الإستراتيجية لوزارة المالية وقطر للبترول والوزارات ذات الاختصاص في خروج الميزانية العامة بفائض مالي بعكس أغلب دول العالم. •منحة سنوية لقد تم صرف المنحة السنوية للموظف القطري وبدل التذكرة لغير القطري خلال السنة الأولى من جائحة كوفيد - 19، ولكن في سنة 2021 تم إيقاف صرف المنحة للموظف القطري وإيقاف صرف تذكرة السفر لغير القطري، فما هيّ الأسباب الداعية لايقاف الصرف، على الرغم من نجاح خطط الحكومة في الخروج من أزمة الجائحة بنجاح. فبالنظر لبعض العقود التي تتم للموظف الأجنبي القادم من الخارج فنجد أن بها استنزافا كبيرا من الميزانية العامة للدولة وذلك بصرف قيمة التذكرة كبدل للموظف وأُسرته والتي تصل لمدفوعية نقدية سنوية للبعض بمبالغ كبيرة. والأغرب من ذلك قيام بعض المؤسسات بصرف قيمة بدل التذكرة لأُسرة الموظف على الرغم من عدم تواجدها في البلاد، وبعذر الصرف مقابل وجود الإقامة، وهذا صرف في غير محله ويضغط على ميزانية الدولة. إن في أصل صرف التذكرة تواجد الشخص للاستفادة منها فعلياً وهذا هو الهدف من بند التذكرة، وليس بصرف القيمة المادية للاستفادة منها وكأنها مكافأة مالية سنوية لتُخالف واقعها الأساسي وسبب إدراجها في العقود، ليتحول من بند معني بصرف تذكرة سفر إلى بند يُعطي منحة سنوية!. •توفير لتخفيف الضغط على الميزانية العامة للدولة يتوجب عدم صرف تذكرة السفر لعائلة الموظف الأجنبي بناءً على تواجد تأشيرة سارية المفعول بل يكون الصرف بناءً على وجود فعلي للعائلة في البلاد وتحديد الصرف بتواجدهم كمثال خلال آخر ثلاثة أشهر من تاريخ استحقاق صرف التذكرة، إضافة إلى بند عدم إمكانية استبدال التذكرة بقيمة مادية إلا في حالات استثنائية وبظروف خاصة كجائحة كوفيد - 19 أو عدم وجود الاستقرار الأمني ببلد الموظف، وإن من أهداف هذا الإجراء توفير مبالغ مالية ضخمة في الميزانية العامة. •إنصاف إنه لمن الإنصاف أن يتم صرف المنحة السنوية للموظف القطري والذي حدده القانون براتب شهر أساسي وذلك كاستحقاق له في كُل سنة مالية وخاصة أن الميزانية العامة لا تُعاني من أي عجز، كما أن من الإنصاف صرف المنحة للموظفين القطريين وأُسرهم في الوظائف المدنية لتكون كـ (بدل تذكرة) وذلك أُسوةً بالقوى العاملة الأجنبية وبالموظفين القطريين المُستحقين لبدل التذكرة لهم ولأُسرهم في بعض القطاعات. •إعادة صرف إن كثيراً من المواطنين ينتظرون صرف المنحة السنوية من كُل عام وذلك للدور المهم الذي تلعبه تلك المنحة في استيفاء مديونيات أرهقت الكثير من الأُسر طوال العام أو لقضاء احتياجات معيشية لهم، وإن إيقاف الصرف سبب إرباكاً لرب الأُسرة بفقدان منحة سنوية كانت بمثابة داعم أساسي لا غِنى عنه. •سلف العمل إن السُلف التي أقرتها الدولة للموظفين من القطريين وغير القطريين دون فوائد هيّ بمثابة " قرض حسن " وهي بمثابة مساعدة من الدولة في تيسير الحياة على الموظفين وإن بإيقافها وقف هذا التيسير، مما أجبر البعض مضطراً إلى اللجوء للبنوك وبالتالي تقييد الموظف بأعباء مالية جديدة تتمثل في فوائد البنوك ودوائرها. يمكن للجهات ذات الاختصاص إيقاف السُلف في الجهات الحكومية بشكل مؤقت للموظف غير القطري واقتصار صرف السُلف للموظف القطري، حيث إن إيقاف الصرف للموظف غير القطري سيخفف الضغط على بند السُلف بشكل كبير قد يفوق ما نسبته 50٪؜ من الميزانية العامة المُخصصة لها، وإن المُطالبة بإرجاع هذه السُلف ما هو إلا لتخفيف العبء على الموظف القطري وهو في شأنه يُعد استثماراً ناجحاً في المواطن بتيسير شؤونه، كما أن تلك السُلف هيّ قيمة مالية مُسترجعة للدولة. أخيراً إن الدعم الحكومي للمواطنين هو سُنة حسنة، والمواطنون يتوسمون خيراً ويثقون في عودة هذا الدعم عما قريب. bosuodaa@