22 سبتمبر 2025
تسجيلقطر تقطف ثمار تمسكها بالمبادئ والصمود أمام مكائد الرباعي • تصعيد دول الحصار تبدد وكان مصيره الفشل • الرباعي استهدف الاقتصاد ومونديال 2022 • المطالب الـ 13 مخالفة للقانون وقدمت لترفض • دول الحصار تنتهك حرية التعبير وتجرم التعاطف مع قطر • محكمة العدل تلزم الإمارات بإنهاء التمييز بحق القطريين • قطر التزمت بالحكمة وسمت بالأخلاق على الخلاف • قطر لم تتعامل بالمثل مع رعايا دول الحصار • الدوحة رفضت الإملاءات والمس باستقلال قرارها • دول الحصار لم تدرك أن الكذب من أسوأ الرذائل منذ تفجر الأزمة الخليجية في 5 يونيو 2017 انتهكت دول الحصار كل القيم والمواثيق، وحسن الجوار، وفي العاشر من رمضان قبل ثلاث سنوات، كانت ليلة الغدر والحصار الجائر على قطر، والذي سبقته جريمة قرصنة وكالة الأنباء القطرية "قنا"، لكن قطر بفضل قيادتها الرشيدة، تغلبت على مكائد السعودية والإمارات وحليفتيهما البحرين ومصر، إذ كان الهدف النيل من سيادة قطر، وفشلت حملة الافتراءات وتبددت المطالب المرسلة الـ 13 بتراجع الرباعي عنها إلى 4 مبادئ انتهكها جوار طامع في ثروات قطر وبالتآمر لاستهداف وجودها بغزوها عسكريا واستهداف قرارها الوطني وثرواتها وفرض الوصاية عليها وضرب الاقتصاد باستهداف الريال ومنع تنظيم مونديال 2022، لكن الدوحة انتصرت وكسرت شوكة التآمر بقوتها وإرادة شعبها الذي وقف صفا واحدا خلف قيادته الرشيدة وحفظت استقلالها ونالت احترام وتضامن العالم ومنظماته بفضل قوة وعدالة وسلامة موقفها ونجاح دبلوماسيتها في وضع الأسس القانونية لحل الأزمة الخليجية باحترام السيادة والحوار دون شرط أو إملاءات. أزمة مفتعلة كانت الأمور طبيعية حتى انعقاد قمة الرياض في 21 مايو 2017، ولم يطرح خلالها أي خلاف بين دول الخليج، ولكن في 24 مايو من العام ذاته وقعت جريمة قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية "قنا" وبثت تصريحات مفبركة ولا أساس لها إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ورغم النفي الرسمي تمادت دول الحصار في حملة الافتراءات المغرضة ضد قطر بفرية دعم الإرهاب، ولم تدرك دول الحصار أن الكذب من أسوأ الرذائل، حيث تكشفت خيوط المؤامرة لاحقا وثبت تورط الإمارات في هذه الجريمة بعلم السعودية، الأمر الذي يثبت أن الأزمة مفتعلة، واستغلت لفرض حصار جائر مخالف للقانون الدولي. واستمر الغدر إلى أبعد من ذلك، وأن هناك ما يحاك في الخفاء، لينكشف المستور وتتضح المؤامرة التي تستهدف وجود قطر، واستهدافها عسكريا. انتهاكات حقوقية لا تزال دول الحصار تواصل ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وضربت علاقات حسن الجوار والوشائج الاجتماعية وهتكت النسيج الخليجي، هذه الانتهاكات وثقتها المنظمات الدولية، بما يضع دول الحصار أمام المساءلة والعدالة الدولية، لنسفها منظومة حقوق الإنسان، وضربت بعرض الحائط جميع المبادئ والمعايير الحقوقية والإنسانية وشتتت تلك القرارات شمل مئات الأسر، وانتهكت حق التنقل، والتعليم، والعمل، وحرية الرأي، والإقامة والتملك، إضافة إلى الحرمان من ممارسة الشعائر الدينية، والتحريض على العنف والكراهية، وانتهاك الحق في الصحة. خلال الأعوام الماضية، انتهكت دول الحصار حرية الرأي والتعبير، بمطالبتها بإغلاق قناة الجزيرة وإلى الآن تكرس دول الحصار خطاب الكراهية من خلال وسائل إعلامها، وذلك بهدف شيطنة قطر محليا ودوليا، والتحريض على تفرقة النسيج الخليجي بل ذهبت دول الحصار إلى أبعد من ذلك بتجريم كل من يتعاطف مع قطر وعقوبة ذلك الغرامة والسجن، ومن خلال الرصد يتبين أن إعلام دول الحصار فقد المعايير المهنية والأخلاقية، بل سقط في وحل الانحطاط. المسار القانوني تصدت قطر لانتهاكات دول الحصار باللجوء إلى المسار القانوني وقدمت شكاوى إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي ولقوة موقفها القانوني ألزمت محكمة العدل الدولية، في قرارها 23 يوليو 2018 الإمارات بلم شمل الأسر القطرية والسماح للمتأثرين بالإجراءات التمييزية بدخول الإمارات للجوء إلى المحاكم، والسماح للطلاب القطريين باستكمال دراستهم بالإمارات. وأكدت المحكمة أن الإجراءات التي طلبتها قطر مقبولة وفق اتفاقية مناهضة التمييز، مؤكدة أن الإجراءات الإماراتية استهدفت الرعايا القطريين دون سواهم. كما قدمت قطر 3 مارس 2019 شكاوى أمام اللجنة الأممية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، ومقرها في جنيف ضد السعودية والإمارات لانتهاكهما لنصوص الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، واستهدافهما للأفراد على أساس جنسيتهم القطرية أو صلتهم بدولة قطر، في إطار الحصار والتدابير القسرية على دولة قطر وفي 23 أغسطس 2019، استمرت الانتصارات بهذا المضمار، حيث أعلنت وزارة التجارة والصناعة، في بيان لها، من العام ذاته، أن "الإمارات سحبت الدعوى التي تقدَّمت بها أمام منظمة التجارة العالمية، والمتعلقة بمزاعم إماراتية بشأن تقييد الواردات إلى قطر من الإمارات" كما قبل مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني دراسة المطالب القطرية حيث ادعت دول الحصار خروج الطلب عن اختصاص المنظمة. إدارة الأزمة نجحت قطر في إدارة الأزمة وتجاوز تداعياتها بفضل الرؤية الإستراتيجية والمسار القانوني، انطلاقا من توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وشكلت خطابات سموه ركيزة التعامل بالحكمة والثبات، كما حملت رسائل ومضامين مهمة تعكس التآلف والتكاتف والتضامن، والاعتزاز بالشعب القطري والمقيمين، وأن قطر بألف خير ولا تخشى المقاطعة، حيث حافظت على سيادتها وظهرت أكثر قوة في مواجهة إجراءات عدوانية من جيران طامعين. وتصدت قطر بكل قوة لمزاعم دول الحصار وحققت انتصارات في الملفين الإنساني والدبلوماسي، بلجوئها إلى مجلس الأمن الدولي، والمنظمات الحقوقية، والمنظمات المتخصصة مثل منظمة الطيران والمنظمة البحرية الدولية والاتحاد العالمي للبريد، واليونسكو لبحث خروقات وانتهاكات دول الحصار. حل الأزمة على الرغم من سعي دول الحصار لاستمرار الأزمة من أجل كسب تنازلات، فإن قطر اتخذت قرارها الإستراتيجي بالتعامل مع الأزمة بطريقة حضارية وقانونية، وأن الحل باحترام السيادة و دون إملاءات، وبمبادئ رئيسية لأي حوار وتحصينه بآلية موحدة لحل النزاعات وملزمة للجميع، كما أنها تمضي قدما دون إغلاق باب الحوار، كما ثمنت الوساطة الكويتية وتجاوبت معها، وكذلك مع جهود الولايات المتحدة ولكن لا مؤشرات إيجابية من دول الحصار، بل ربما تمضي من تصعيد إلى آخر، بل وتحضر لموجات جديدة من التصعيد المستقبلي. وفي المحصلة فإن الموقف القطري مكن المجتمع الدولي بكامله، من الوقوف على حجم الانتهاكات التي ارتكبتها دول الحصار و أهدرت من خلاله كل القيم والأعراف المعمول بها وكان واضحا من طبيعة الخطوات التي اتخذت والسلوك والخطاب اللذين رافقاها، أن هدفها ليس التوصل إلى حل أو تسوية إذ أصبحت أسيرة خطابها الإعلامي فلم تنجح المحاولات لمنحها مخرجا منه بالوساطات والحوار. ومنذ بدء الأزمة الخليجية في 5 يونيو 2017، دعت قطر إلى الحوار وظلت متسامية على مبدأ المعاملة بالمثل، فلم تقم بطرد أي من رعايا دول الحصار، ولم تقدم على تشتيت أي عائلة خليجية، ولم تتجاوز على حقوق أبناء هذه الدول على أرضها، وظلت ولا تزال وستبقى تعاملهم كما كانت دون أي انتقاص من حقوقهم، انطلاقا من مبادئها الثابتة وإيمانها الراسخ بأن أي خلاف يجب أن لا يتعدى ذلك إلى حقوق المواطنين والشعوب، ومن باب أولى إذا تعلق الأمر بأبناء مجلس التعاون الخليجي الواحد. وستظل قطر بألف خير ولا تخشى الحصار، وتطور قدراتها الدفاعية، وتحقق الاكتفاء الذاتي، وترفض الاتهامات المرسلة وتقدم الأخلاق على الخلاف.