28 أكتوبر 2025

تسجيل

ويستمر القصف!

04 مايو 2016

إن المأساة والتطهير والدمار والمذابح التي يعيشها الملايين من الشعب السوري في الداخل والخارج اختصرت في زاوية ضيقة لا يرى منها إلى هوس محاربة تنظيم داعش حصرا! لذا كان مفهوم لماذا لم يتحرك المجتمع الدولي والدول الغربية الكبرى ومعها العربية ضد القصف الأخير لطائرات نظام الأسد الذي طال مدينة حلب واستهدف المستشفيات والمنشآت الطبية والأماكن الخدمية والأحياء المجاورة وخلف وراءه ضحايا أطباء وممرضين ونساء وأطفال. الطائرات التابعة للنظام الدموي بالتعاون مع الطائرات الروسية استهدفت عمق المدينة عمدا، فالمباني التاريخية التي تقصف اليوم ابرز ما يميز حلب، ومنها قلعتها الشهيرة وأبوابها وأسواقها ومساجدها وكنائسها ومدارس العلم فيها، حيث اعتبرتها منظمة "اليونسكو" مدينة تاريخية مهمة، نظرا لتنوع وغنى التراث الإنساني الذي تشمله، خاصة وأن فيها أكثر من 150 معلما أثريا مهما تمثل مختلف الحضارات الإنسانية والعصور. ومن قبلها قام الطيارون الروس بقصف 22 مستشفى و27 مدرسة في محافظات إدلب وحلب واللاذقية ودرعا، خلال ستة أشهر من العمل العسكري فوق الأجواء السورية قبل أن يعلنوا انسحابهم المخادع. كيف تتم كل هذه المذابح والمجازر الجماعية وبشكل يومي ومستمر وبلا توقف دون ان تتحرك الأطراف الدولية والأمم المتحدة الراعية للمفاوضات التي اقتصر دورها على البيانات الجوفاء والاستنكار والإدانة الصحفية خلال الخمس سنوات الماضية!الأزمة كما يبدو في طريقها للتصعيد، لأن الحلف الدموي الذي يجمع نظام الأسد وروسيا وإيران والجماعات الإرهابية مجمع على تدمير سوريا وما فوق الأرض عليها وما تحتها، بعيدا عن أي حل سياسي قريب لأنه سيخسر كثيرا مع السلام مقارنة مع ما سيكسبه من القصف والتلويح بمحاربة الإرهاب، وهو يؤمن أيضا أن الجهد العسكري سيحسن موقعه ويفرض فيه شروطه، والنتيجة المزيد من الضحايا الأبرياء والمزيد من الدمار.