10 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); منذ دخولي للعمل الإعلامي وأكثر سؤال يوجه إلي هو: كيف تحققين التوازن بين عملك الأكاديمي من جهة وعملك الإعلامي والأسرة من جهة أخرى؟ وهو السؤال نفسه الذي يوجه إلى كثير من النساء المشهود لهن بالنجاح.والحقيقة المُرة التي لا بد أن تقال بكل جرأة وصراحة، أن تحقيق عملية التوازن بالشكل الذي يضمن نجاح المرأة في المجالات جميعها لا يمكن أن يتحقق إلا بشيء يشبه المعجزة، إذ كيف يمكن أن تنجح امرأة تعمل ثماني أو عشر ساعات صباحا، ثم تعود إلى بيتها مرهقة لتكمل مسيرة نجاح أخرى؟! إن تحقيق التوازن بالصورة التي تُطرح على الساحة خدعة يتم خداع المرأة بها لتستمر في نجاحها المزيف وفشلها المبطن، ولكن تحقيق التوازن بصورته الحقيقية قد يُستطاع إلى حد ما، وصورته الحقيقية المقصودة هنا هي تحقيق النجاح النسبي في كل مجال تعمل فيه المرأة، بحيث تحافظ على درجة من الإنجاز قد لا تكون عالية، ولكنها مقبولة، وأيضا ليس هذا هو التوازن المطلوب، وذلك لأن من المجالات ما لا يمكن الرضا فيه بتحقيق درجة من النجاح كمجال الأسرة وتربية الأولاد، فهنا لا بد أن يتحقق النجاح الكامل، وإلا فالمرأة في هذه الحالة تدعم الوطن من جانب، وتهدمه من جانب آخر، والحل لتحقيق توازن يدخل ضمن معايير النجاح هو ترتيب الأولويات، فالأسرة والأولاد- إذا كانت متزوجة – في الدرجة الأولى، ثم ما تراه هي أهم بالنسبة لها.وأقدم هنا نموذجا لعملية توازن حققت معه إحدى النساء درجة عالية من النجاح، ودرجة مقبولة من الرضا، وهي امرأة تعمل في أكثر من مجال، ولديها أبناء، وبعد اجتهاد ومشاورات أخذت قرارا لا تتراجع عنه مهما كانت الدوافع والمبررات، وهو أن يحتل الأولاد الدرجة الأولى من قائمة اهتمامها، وبناء عليه عقدت كل ارتباطاتها في الفترة الصباحية وهم في المدرسة، وإذا احتاج العمل لفترة مسائية فهي تعتذر عنه، أو تقبل بشكل طارئ مرة أو مرتين في الشهر كحد أقصى، وحتى تكتمل عملية التوازن لهذه المرأة، بحيث تستطيع المشاركة في بعض الأعمال المسائية الطارئة، أصبحت تعتذر عن كثير من المناسبات الاجتماعية، وضحّت بحبها للتسوق، فصارت لا تذهب إلى السوق إلا نادرا، أما زيارة الصديقات والخروج معهن، فليس له مكان في جدول أعمالها، وتواصلها معهن يتم من خلال الهاتف ووسائل التواصل الأخرى، وهذه المرأة ناجحة في عملها، وقادرة على استيعاب أدوارها الرئيسة في هذه الحياة، وقد يرى البعض أن مثل هذه المرأة ستتعرض مستقبلا للضغوط النفسية؛ كونها أهملت جوانب مهمة في حياتها كجانب الصديقات والتسوق والعلاقات الاجتماعية، وأنا لا أرى هذا لأنها بداية اختارت ما وجدت نفسها فيه، وما حقق لها الإشباع النفسي.إن تحقيق عملية التوازن بعدم التنازل عن كل شيء عملية تحتاج إلى عصا سحرية، ولا بد أن نصارح أنفسنا بقدراتنا وطاقاتنا، ونختار الأََوْلى فالأولى، والأهم هو عدم تزييف الحقائق للفتيات المقبلات على الحياتين المهنية والأسرية، حتى لا يصطدمن بصعوبة الواقع، وتتحول طموحاتهن إلى فشل وإن بدا في صورة نجاح.