18 أكتوبر 2025
تسجيلمما يحق لنا كقطريين أن نفتخر ونفاخر به، الجمعيات الخيرية في الدولة، والتي حققت الكثير من الأعمال الخيرية والإنسانية في جميع المجالات المختلفة، وفي سائر دول العالم العربية والإسلامية وغيرها من الدول التي تحتاج إلى الدعم والمساندة.إيرادات بعض هذه الجمعيات تعادل الكثير من الأعمال والهيئات التجارية، وإن دلّت على شيء فإنها بالتأكيد تدل على المسؤولية الملقاة على عاتق المنتسبين إلى هذه الجمعيات، والتي حققوا من خلالها نجاحات ترقى لأعلى مستويات العمل الجاد والنشط في سبيل عمل الخير والسعي إليه بشتى الطرق، والأهم من ذلك أن أي عمل يتم الإتفاق على القيام به يكون نتيجة دراسة ميدانية، وبالتالي يكون أي عمل يتم البدء فيه هو الأكثر حاجة لدى مجتمع المناطق التي يتم العمل الخيري فيها، كحفر الآبار أو بناء المساجد أو المدارس أو المستشفيات أو مراكز لتحفيظ القرآن الكريم أو دور للأيتام، أو إنشاء مصانع تُساهم في تشغيل الكوادر من أبناء تلك المناطق لسد حاجياتهم واعتمادهم على أنفسهم في كسب لقمة العيش، وعدم الاعتماد على مساعدات الغير فقط، وهذا هو المطلوب، والحمدلله الذي وفّق قادة هذا البلد والقائمين عليه من حيث الاهتمام بالجمعيات الخيرية والعمل على إزالة أي اشتباهات أو تحديات على المستوى العالمي، من تحويلات مشبوهه أو أعمال غير موجودة، وليس آخرها إنشاء هيئة تنظيم الأعمال الخيرية والتي تتمتع بشخصية معنوية وموازنة تلحق بموازنة العمل والشؤون الاجتماعية كما تتبع وزير العمل والشؤون الاجتماعية، والتي كان لها أبلغ الأثر في نهضة قطاع العمل الخيري في الدولة؛ حتى حققت اسما لها يُفاخر به أبناء دولة قطر بل جميع أبناء الأمة المخلصين والشرفاء من سكان العالم، والحمدلله الذي منحني السفر مع عدة جهات خيرية ورأيت ما يقومون به من أعمال جليلة ويتكبدون المشقّة لمسافة قد تستمر لأيام، ونغبطهم على ذلك لما فيه من الأجر الكبير، ونسأل الله لهم القبول وأن تكون دافعا لكل سوء ومحفزا لتقديم الكثير من الأعمال الخيرية المختلفة.وأخيرا وليس آخرا كم أتمنى أن تكون للجمعيات الخيرية مساهمات في الداخل، صحيح أن الدولة غنية ولم تُقصِّر فيما من شأنه أن يكون ذا نفع للمواطن والمقيم، ولكنني أتمنى مساهمة الجمعيات الخيرية على وجه الخصوص في بناء المساجد داخل الدولة، خاصة أن الدولة لم تحتكر عملية بناء المساجد لعلمها أن هناك من أهل الخير والأيادي البيضاء من أبناء الوطن يريدون المشاركة في هذا الشرف العظيم، وهو بناء بيوت الله، خاصة أن الدولة في توسع عمراني كبير، وهناك العديد من المناطق تحتاج إلى مساجد كبيرة وإلى أكثر من مسجد، وهي للأسف غير متوافرة في بعض المناطق حديثة الإنشاء، وإن وجدت فهي مساجد صغيرة مؤقتة مما يحدو الكثير من أبناء تلك المناطق للذهاب إلى أماكن مجاورة لهم للصلاة فيها، وبالطبع يجب أن يكون تنسيق الجمعيات الخيرية في ذلك مع إدارة المساجد في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والتي تكون هذه المساجد تحت إشرافها بعد الإنتهاء من إنشائها، ولعلمها عن المناطق الأكثر حاجة لإقامتها.