10 سبتمبر 2025

تسجيل

مجازر سوريا

04 مايو 2012

المجازر المروعة التي ارتكبتها قوات النظام السوري والمليشيات التابعة للرئيس بشار الاسد في بانياس والبيضاء القريبة منها من قتل وذبح استهدف المدنيين ولم يستثن النساء والاطفال والشيوخ، تشكل وصمة عار اخرى على جبين الانسانية والمجتمع الدولي الذي لا يزال يتفرج باحساس بليد على ما يجري من سفك للدماء في سوريا.لقد استخدم الاسد كل انواع الاسلحة في مواجهة شعبه، من الذبح بالسكاكين الى القصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات والطائرات التي دكت المدن ومنازل المدنيين بلا تمييز، دون ان يتعرض للمساءلة، ثم تقدم خطوة اخرى ليستخدم صواريخ "سكود" دون ان يتلقى الردع اللازم او الادانة من المجتمع الدولي، ليتبع ذلك باللجوء الى السلاح الكيماوي.ويبدو ان شعار "خطوطكم الحمراء تقتلنا" الذي رفعه الثوار في سوريا يوم امس الجمعة عنوانا لتظاهراتهم الاسبوعية، يعبر بوضوح عن حقيقة الحال على الارض في سوريا، حيث يتنصل المجتمع الدولي من التزاماته ازاء حماية المدنيين السوريين ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب، تارة بادعاء عدم التأكد من استخدام الاسلحة الكيماوية، وتارة اخرى بالحديث عن تشكيل لجان دولية للتحقق من طبيعة الاسلحة المستخدمة.ان المجازر التي ترتكب في سوريا، اصبحت اكثر من ان تعد او تحصى، حيث لم تترك مليشيات الاسد، بلدة او مدينة دون ان تثير الرعب وسط السكان المدنيين فيها، وهي تكرر مذابحها وجرائمها الوحشية تحت رعاية الفيتو الروسي والصيني بلا خوف من عقاب او ملاحقة.لقد حان الوقت للكف عن المواقف المهتزة والمترددة التي اصبحت سمة للدول الغربية الكبرى ازاء ما يحدث في سوريا، والتحول من مربع التصريحات والادانات الى مربع الافعال لحماية الشعب السوري ووقف ما يجري من مذابح ومجازر وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان هناك بشكل عاجل، والعمل على اتخاذ ما يلزم من اجراءات لمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب، والجرائم ضد الانسانية في سوريا وتقديمهم الى اجهزة العدالة الدولية.