15 سبتمبر 2025
تسجيلما يجري من حولنا في هذه الأيام (هذه الأيام) من تحضيرات جادة تجري على قدم وساق؛ لتسابق الزمن وتصل على خير للحدود التي تفصلنا عن موعد مهرجان الدوحة المسرحي لعام 2014؛ يُبشر بثمار عظيمة سنحصدها حين يحين موعد حصادها تلك الثمار، التي ستخرج بأحلى حُلة توازي التطور الذي تنعم به قطر، والتطور الذي يشهده المهرجان وكل من يقف خلف كواليسه، ويعمل وبجد؛ كي ينهض به أكثر؛ ليتميز به فيختلف عن نسخه السابقة، التي تم تطويرها حتى بلغت هذه المرحلة التي سنكتشفها خلال أيام لا تبعد كثيراً عن يومنا هذا، والحق أن الأعمال المسرحية التي ستخوض مسابقة هذا العام تتميز بطاقات إبداعية جبارة تُجيد بل وتُتقن اللعبة المسرحية بشكل حرفي، أكد على جودة ما تتمتع به من أداء حصولها على جواز مرورها من قِبل لجنة المشاهدة، التي يُعد المرور منها الانتهاء من المرحلة الأخيرة قبل يوم العرض، أي ذاك الذي سيندمج فيه مع الجمهور؛ ليدرك من فعل ماذا وكيف؟إن تناول موضوع كيف سيكون العرض؟ أو ما سيكون عليه، سنتركه ليوم العرض، إذ لا حق لنا بأن نكشف الستار عن كل ما يدور خلفه، ولكن لنا الحق بأن نُسلط الضوء على من سيقوم بماذا؟ وهو ما حصدته من خلال التواجد مع ثلة من المشاركين في هذا المهرجان القادم إن شاء الله، ممن نثق بهم، ونثق بقدراتهم، وكلنا شوق؛ لمعرفة ما سيقدمونه لنا لاحقاً، ولعل من أبرزها تلك الأسماء التي تركت بصمة شبابية جلية لا تخفى عن كل مُتابع لحركة المسرح، وتحديداً بعد أن قطع شوطاً لا يُستهان به، ويكلله النجاح من أغلب زواياه (حسن صقر)، وهو ذاك الشاب الذي يحمل خطة عظيمة المحتوى وإنْ لم يكشف عن تفاصيلها التي تُعد خاصة به، وذات خلطة سرية لا يدركها سواه، ولكن يكفي بأن ندرك كجمهور بأنها ستجعله صاحب شأن مسرحي في غضون أعوام ستتقلص مع انتظام أهدافه، وتحسن خطوات سيره، فما حققه وخلال فترة بسيطة من إنجازات مسرحية سُيضفي للمسرح تركيبة يحتاج إليها؛ كي يُقدم لنا أفضل ما يمكن بأن يتباهى به تاريخ المسرح أمام الأجيال القادمة في المستقبل.ما قد حصدته عن هذا الفنان الشاب من خلال حوار صحفي سيرى النور قريباً إن شاء الله، يُميزه كنجم يمكن بأن يسطع نوره في سماء الإبداع، فالهمة العالية التي تغلب عليه نابعة من إدراكه للهدف الذي يريد تحقيقه بحزم ودون أن يتأخر عنه بتاتاً، وهو كل ما يجعله يسير بخطوات ثابتة ورشيقة يتحكم بها تواضعه الذي يتحلى به، ويجعله يتمسك بمقعده بين أقرانه من أصحاب الطاقات الشابة الهاوية رغم أنه قد حصل على مقعده مع المحترفين، وهو ما يقوم به كل من يحرص على الخروج بأكبر فائدة ممكنة تطل عليه من كل حدب وصوب. إن الفوز الذي حققه حسن في مهرجان الدوحة المسرحي لعام 2012 وعام 2013، وأخيراً في مهرجان المسرح الشبابي للعام المنصرم؛ قد قام على ظهر الأداء العبقري الذي تقدم به، فالشخصيات التي قدمها وتتمتع بتركيبة معقدة قد جمعت شتات الأذواق من حول خشبة المسرح ضمن حالة ترقب ترغب بالمزيد، والفنان الذي يُرغم الجمهور على خوض تلك المرحلة لاشك بأنه يتمتع بكثير من الذكاء، الذي سيسمح له بالتحكم بالموقف؛ ليغدو سيده، كما كان من حسن، وكما نطمح بأن يكون منه في المهرجان القادم، والذي سيطل فيه على جمهوره من عُشاق المسرح بدور (عيسى) في مسرحية (اللظى) للمخرج المتألق دائماً فالح فايز، الذي اجتمع معه ضمن توليفة رائعة ستُبهر الجمهور إن شاء الله.لكل من يبحث عن التميز والنجاحبلوغ قمة الإبداع في كل ما تقوم به يعني أنك تجيد ما تقوم بفعله، وأن تجيد ما تقوم بفعله يعني أنك ستُصنف كفنان، يهمنا بأن يُكشف ويُعرف، إذ للمجتمع حقه فيك، ولكل من حولك الحق ذاته، أي ذاك الذي لا يجدر بك تجاهله، بل يجدر بك السعي وبكل جد؛ كي تُعيده ذاك الحق، وذلك بأن تُظهر ما أنت عليه، فهل ستفعل ذلك كما فعل حسن صقر؟