13 سبتمبر 2025
تسجيللسنوات طويلة كانت فئة كبيرة من المجتمع تطالب بإقامة الفعاليات الترفيهية والفنية وتنشيط السياحة أسوة ببعض الدول، وكان الكثير يتذمر لعدم وجود فعاليات ولا أماكن ترفيهية في الدوحة لقضاء العطلة الأسبوعية أو حتى العطل المدرسية وكانت المنتديات الإلكترونية تضج بالمطالبة بالفعاليات الجاذبة للسياحة، ومع التقّدم الملموس الذي حققته قطر خلال سنوات من العمل والاجتهاد على جميع الأصعدة سواء بُنية تحتية أو مرافق عامة ومراكز التسوق والمنتجعات والاماكن الترفيهية والسياحية والفعاليات الرياضية العالمية أصبحت قبلة للسياحة، ونحمدالله على هذا التطور والانفتاح الثقافي الذي تعيشه البلاد، وكم أشعر بالفخر عندما أتردد على أحد الأماكن السياحية في الدوحة وأجد زحمة السّياح الخليجيين والعرب والأجانب وتظهر ملامح الارتياح وهم في قطر وإذا ما دار حديث بينك وبين أحدهم عَبّر عن مشاعره تجاه قطر والأمان والراحة التي يشعر بها ولطف الشعب القطري، ولا يتردد في إبداء رغبته في العيش فيها، وبالتأكيد أن وجود السّياح يعود بالنفع إقتصادياً على البلد ناهيك عن ارتفاع قيمتها السياحية عالمياً مما يعود بالفائدة عليها في جميع القطاعات خاصة الاستثمارية، ولتنشيط السياحة وجذب السّياح لابد من من تَنّوع في إقامة الفعاليات لتغطي كل المجالات الثقافية، الفنية، الرياضية، التكنولوجية، التجارية، وغيرها من المجالات التي لها اهتمامات من الجمهور سواء المحلي أو الخارجي، ونجد نشاطاً ملحوظاً من قطر للسياحة تزامن مع كأس العالم 2022 واستمر إلى وقتنا الحالي بأجندة للفعاليات المتنوعة والتي تُلبي جميع الأذواق والاهتمامات والمُطّلع على فعاليات شهر يناير وفبراير من هذا العام يشعر بالفخر لكثرة وتنوع الفعاليات خاصة وأنها تتزامن من بطولة كأس آسيا 2023 والتي وصلت لأيامها الأخيرة، وعندما تنظم السياحة في قطر أو تُشرف على إقامة الفعاليات فهي بالتأكيد تُراعي التنوع الديموغرافي في البلد وتَضع في الحسبان أهواء الجماهير خاصة السّياح الخليجيين أو العرب، وكلنا يعلم بأن الشعب القطري متنوع الثقافات ويتكون من جنسيات عديدة تعيش على هذه الأرض الطيبة ولها احتياجاتها الترفيهية التي ليست بالضرورة تلبي احتياجات المواطن، ولكن التنوع لابد منه لإرضاء الجميع، كما أن جميع الفعاليات المُقامة هي إختيارية الحضور، ومن أراد أن يحضر يمكنه حجز مقعده أو تذكرته ويحضر ومن لا تناسبه الفعالية ولا تناسب ثقافته لم يَجبره أحد على الحضور وبإمكانه منع أبنائه أو أهل بيته من الحضور، ومن غير العدل المناداة بعدم إقامة تلك الفعالية أو غيرها بحجة العادات والتقاليد، فالفعاليات الفنية وغيرها من متطلبات الإنفتاح السياحي ولها جمهورها سواء خليجي أو عربي أو أجنبي، وأستغرب من إطلاق بعض الوسوم في منصة x تنادي بعدم إقامة الفعاليات الفنية وانتقاد من يذهب لها وكأنه قام بجريمة، ومن يقول إنها دخيلة على البلد والعادات القطرية في حين أن الحفلات الفنية كانت تُقام منذ الثمانينات في البلد وفي الألفينيات كان يُقام مهرجان الأغنية بشكل سنوي ناهيك عن مهرجان سوق واقف وغيره من الحفلات في الفنادق لفنانين عرب وأجانب، إذاً هي ليست ثقافة دخيلة ولكن حُب الانتقاد الذي أتاحته منصات التواصل الاجتماعي، فأصبح الانتقاد سمة لفئة كبيرة في المجتمع القطري وأصبحت المطالبات بإلغاء الفعاليات أو بالرفض من أجل الرفض لكثير من الأمور العادية، والمشكلة أن البعض من الرافضين والمنتقدين يقوم بأفعال متناقضة ولا تتماشى والعادات والتقاليد، وقد يحضر نفس الفعاليات ولكن خارج قطر ويسافر لقضاء رأس السنة خارج البلد وينتقد الألعاب النارية في الدوحة! عندما تدخل إلى محل تجاري تتوقع أن تجد أحدث الموديلات وكل المنتجات الغذائية متوفرة وأن تكون كل انواع الخضار والفواكه والمستلزمات متوفرة وأنت تختار ما تريد ولا احد يجبرك على شراء كل المنتجات، الوضع نفسه بالنسبة لإقامة الفعاليات لابد من جدولتها وإقامتها لمن يرغب في الحضور وهي ليست إلزامية ومن لم يرغب فليتجاهلها وبإمكانه التحكم في أفراد عائلته ولكن التحكم في أهواء مجتمع متنوع بأكمله والمطالبة بوقف الفعاليات الترفيهية أعتقد أنه إجحاف وظلم لباقي أفراد المجتمع وقمع لآرائهم ورغباتهم! • عندما نسافر نتقّبل كل الثقافات الغربية والتي لا تتوافق مع الدين والعادات والتقاليد ونتجنب الفعاليات التي لا تناسبنا، كما أننا نطالب الغرب بتّقبل ثقافتنا الإسلامية ولباسنا واحترام أعيادنا الدينية وغيره فيفترض بنا في المقابل تَقّبل أهواء وثقافة واهتمامات الآخرين وليس بالضرورة تأييدها أو رفضها!