12 سبتمبر 2025
تسجيلسأقدم لكم مؤشرات من الواقع على أن اسرائيل توشك على الانهيار، وتندفع إلى نهايتها بأسرع مما يتخيل أحد، وأن الشعب الاسرائيلي سيشهد الكثير من المفاجآت، وسيكتشف أنه تعرض للخداع والتضليل، وأن النتن ياهو كذب عليه، واستخدم الرقابة العسكرية لمنع وسائل الاعلام الاسرائيلية من كشف الحقائق. من أهم ما اكتشفه العالم أن وسائل الاعلام الاسرائيلية مقيدة، وأن الرقابة العسكرية تتحكم في المضمون الذي تقدمه للشعب الاسرائيلي، وأن دولة الاحتلال الاسرائيلي التي بنت صورتها العالمية منذ عام 1948 على أنها « واحة الديموقراطية في الشرق الأوسط « مجرد دولة ديكتاتورية ؛ حيث يتحكم العسكر في المعرفة التي تصل إلى الجمهور، فوسائل الإعلام ليست حرة ولا تستطيع نشر ما تعرفه من معلومات. من أخطر المعلومات التي أصبح العالم يعرفها أن الرقابة العسكرية تمنع نشر المعلومات عن المذابح؛ التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين، والتي تشكل جرائم ضد الانسانية، وانتهاكا للقيم الحضارية وأخلاقيات الحروب.. ولذلك تتزايد كراهية الشعوب في العالم ضد اسرائيل. إن شهوة الانتقام التي أصابت النتن ياهو بالجنون، دفعته لارتكاب جرائم يرفضها كل ذي ضمير حر، ولذلك تشكلت صورة جديدة لاسرائيل أهم سماتها: أنها دولة احتلال تستخدم قوتها الغاشمة ؛ لإبادة شعب فلسطين بهدف تهجيره قسريا واغتصاب أرضه، وهذا يعيدنا إلى بداية القصة، عندما وفر جيش الاحتلال البريطاني للعصابات الصهيونية الأسلحة النارية لارتكاب المذابح ضد الفلسطينيين؛لارغامهم علي الهجرة. هذا يمكن أن يفسر تزايد رفض السيطرة الاسرائيلية على فلسطين، في استطلاعات الرأي العام، والمطالبة بدولة فلسطينية مستقلة كحل لذلك الصراع الذي يمكن أن يمتد ويتسع ويهدد بحرب عالمية ثالثة، كما يفسر تزايد المظاهرات في أوروبا وأمريكا. على المستوى الداخلي في دولة الاحتلال الاسرائيلي ؛ توضح مذكرة الرقابة العسكرية: أن حكومة النتن ياهو تريد اخفاء الكثير من الحقائق التي يمكن أن تزيد المعارضة له، واندفاع الجمهور لاسقاطه. من هذه المعلومات: أعداد القتلى والمصابين في جيش الاحتلال الاسرائيلي ؛ فهناك الكثير من المؤشرات على أن خسائر هذا الجيش أكبر بكثير مما تسمح الرقابة العسكرية بنشره، ولذلك ستشكل الأرقام الحقيقية صدمة هائلة للجمهور عندما يتم الكشف عنها. لذلك ستكون أهم الضحايا مصداقية الحكومة، كما أن الثقة في وسائل الاعلام الاسرائيلية سوف تنهار كما حدث في الكثير من الدول الديكتاتورية والتي انهار فيها توزيع الصحف، ونسب مشاهدة القنوات التليفزيونية، وتلك كانت أهم الوسائل التي استخدمتها دولة الاحتلال الاسرائيلي في السيطرة على جمهورها. في النهاية سوف يرى الناس الجنود المصابين ؛ الذين سيروون قصة مختلفة عن بطولات المقاتلين الفلسطينيين الذين واجهوهم في الميدان، وسيؤثر انهيار الروح المعنوية لهؤلاء المصابين على اتجاهات الجمهور الاسرائيلي الذي يمكن أن يعاني من هزيمة نفسية ؛ لا تقل خطورة عن تلك التي عانت منها الجماهير العربية بعد هزيمة عام 1967. هل يدرك النتن ياهو خطورة هذه الهزيمة على نفسية الاسرائيليين ؛ فيصر على الاستمرار في عدوانه علي الشعب الفلسطيني؛ بهدف الحصول على صورة نصر يقوم بتسويقه لشعبه.. لكنه لا يستطيع أن يحقق هدفه حتي الآن ؛ ولذلك يندفع في ارتكاب المذابح ضد المدنيين ؟!. تضمنت مذكرة الرقابة العسكرية أيضا منع نشر المعلومات عن اجتماعات الحكومة ؛ وهذا يوضح أن النتن ياهو يريد اخفاء الحقائق عن الخلافات والمعارك داخل حكومته، وعجزه عن اتخاذ قرار بخصوص صفقة تبادل الأسرى مع حماس ؛ فإن خضع لشروط حماس انسحب اليمين المتطرف ؛ فسقطت الحكومة ؛ وإن رفض فسيتعرض للضغوط من الجماهير ؛ التي أصبحت تدرك بوضوح: أن الأسرى الاسرائيليين لا يمكن استعادتهم دون الخضوع لشروط حماس في صفقة ؛تضمن خروج كل الأسرى الفلسطينيين؛ بما فيهم الأسرى من ذوي المحكوميات العالية وعلى رأسهم مروان البرغوثي وعبدد الله البرغوثي وأحمد سعدات؛ وهذا يشكل نصرا لحماس يسهم في سقوط حكومة النتن ياهو.. لكن تلك مجرد مؤشرات على اقتراب نهاية دولة الاحتلال الاسرائيلي وانهيارها.