25 سبتمبر 2025
تسجيلرغم التحركات الدبلوماسية التي تشهدها المنطقة، والزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للأراضي الفلسطينية وإسرائيل وبعض العواصم الإقليمية ومحادثاته مع المسؤولين في المنطقة، إلا أن هذه التحركات لا تزال، فيما يبدو، بعيدة عن تحقيق نتائج فعالة على الأرض، إذ تتجه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية نحو المزيد من التوتر والتصعيد، فقد استشهد أمس شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب حاجز حوارة العسكري جنوبي نابلس في الضفة الغربية المحتلة، ليرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا برصاص الاحتلال ومستوطنيه منذ بداية العام الجاري، إلى 36 شهيدا، بينهم 8 أطفال، وسيدة مسنة. كما أصيب عشرات الفلسطينيين خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين لمسيرات فلسطينية في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية المحتلة. ويضاف الإعدام المتعمد للشهيد الشاب الفلسطيني عبد الله قلالوة، إلى سلسلة الجرائم المتواصلة التي ظلت ترتكبها قوات الاحتلال بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني، حيث تكشف سياسة الإعدام وجرائم القتل خارج نطاق القانون عن النزعة الإجرامية للكيان الإسرائيلي ومليشياته الإرهابية التي يشجعها الصمت الدولي وعدم المساءلة والإفلات المستمر من العقاب، على تجاهل القانون الدولي والمواثيق ذات الصلة. إن استمرار جرائم الاحتلال والحرب المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني واكتفاء المجتمع الدولي بمجرد البيانات، تنذر بتداعيات كارثية وتفتح الباب أمام مستوى جديد من التصعيد، خصوصا وأن كل المؤشرات والوقائع التي تجري على الأرض ترجح انزلاق الأوضاع نحو سيناريو انتفاضة فلسطينية جديدة، وهو سيناريو يتحمل المجتمع الدولي ومؤسساته وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي المسؤولية الكاملة عن مآلاتها. إن عدم التحرك للتصدي لجميع أشكال العقوبات الجماعية وانتهاكات الاحتلال التي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، واتخاذ تدابير سريعة للتهدئة ووقف التصعيد والمساءلة عن الجرائم، لن يجلب سوى المزيد من دوامة العنف والفوضى في المنطقة.