14 سبتمبر 2025

تسجيل

الإنسان الفنان

04 فبراير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تتمثل إنسانية الفن في كونه سبباً في إسعاد الناس وهنالك نوعية، نادرة من الفنانين، يدهشونك بحضورهم، ومقدرتهم على المزج بين الفعل الإنساني والفني في آن واحد ؛ هذا الأمر نراه في مقولة رينيه هويج: "إذا صح القول ألا فن بلا إنسان فينبغي القول كذلك ألا إنسان بلا فن"!فالوعي للجانب الإنساني هي معادلة التوازن في هذه الحياة وهو مركز الإبداع والفن والإنسان لا ينفصلان فلا فن بلا إنسان ولا إنسان بلا فن.إن معايير التأثير والتأثر المتعلق بالبعد الإنساني والتي يتم من خلالها التعبير باللون ومختلف الأدوات عن المشاعر الكامنة في النفس، للجانب الإنساني من ترسيخ القيم على إبداعاتهم. غير تلك التي يتصف بها من لم يتسن لهم التوفيق بين تجاربهم الإنسانية والفنية، الأمر الذي ينعكس على أعمالهم ذات الطبيعة الجافة المجردة من روح الجمال. ومن هنا يتضح الصلة بين الفن والإنسانية في جوهرها العطاء وتصحيح المسار وحمل راية التحرر والاهتداء وهكذا يصبح الفنان قائد الإنسانية وليس تابعا لينال إعجابهم الوقتي وإنما هو شخص مبتكر وعلى ذلك فإنه يرفع رؤية الناس إلى آفاق أرحب من المستوى الضيق في الحياة بمرها وحلوها ويعطي البصيرة ويخرجك بحكمه وإلى تأمل ووعي بخيرها وشرها محب للخير وبغضه للشر وعلاقاته قائمة على الأخذ والعطاء والتشاور والعفو بل يجب أن يختار بنفسه أين يريد أن يكون وأين سيكون في مجد وتألق وشعاع له تأثير يعطي فيجازي بحجم العطاء وكلما كان أكثر تأثيراً يصبح إنسانا فنانا يتصاعد بنبل إلى مجد السماء وبالفن يزداد قرباً من أخيه الإنسان بما يكشفه من المضامين الاجتماعية في العطاء وهو جوهر الدين الإسلامي ولو فهمها الفنان لتحول العطاء إلى خلق وقيمة وحركة تنموية ناشطة في المجتمع تخترق حدود اللغة واللون والمذهب وبالفن يربط إنسان العصر بماضيه وحاضره ومستقبله في إطار الإنسانية كنهر بلوري يسير متقدماً متدفقاً مترنماً. ترنيمة أخيرة: إن التنافس مع الآخر لا يمنحك حق النجاح على أكتافهم وقد تكسب السباق ولكنك لن تكون قائداً للفن وحتماً ستخسر إنسانيتك.