19 سبتمبر 2025

تسجيل

"الإجرام" يحرق نفسه

04 فبراير 2015

جريمة بشعة، ومروعة، وصادمة، تلك التي أقدمت عليها "مجموعة إجرامية" في عمل بربري وجبان يتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي السمحة، ومع القيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية، كما تتنافى مع جميع الشرائع الدينية منها، والوضعية، مما يؤكد خطورة ما أقدمت عليه هذه المجموعة التي أحرقت نفسها قبل أن تحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة.ولعل الأمر الخطير هنا هو مدى الإساءة البالغة للدين الإسلامي من وراء هذه الجريمة المنكرة، التي تقل خطورة عن الإساءات المتكررة للدين الاسلامي اليوم من طرف حاقدين ومتطرفين، حيث نعلم جميعا ويعرف العالم كله، أن منهج الدين الاسلامي في العبادات والمعاملات يقوم على مبادئ الرفق واللين، والرقة والرحمة، وينبذ العنف والشدة، والغلظة والنقمة، وقد رسم القرآن الكريم منهج الدعوة بقوله تعالى "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"، كما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم مبادئ هذه الحكمة والقدوة الحسنة في سيرته ومسيرته بالرفق واللين واللطف في الدعوة والمعاملة، حتى في معاملة الحيوان الذي جعل معاملته ترقى لمعاملة الانسان.هذه الجريمة التي هزت العالم، وتداعى لإدانتها، ستؤسس دون شك لمرحلة جديدة من التكاتف والتعاون في وجه الإرهاب، وهي مناسبة لدعوة المجتمع الدولي مجددا لاتخاذ قرارات حاسمة وحازمة للقضاء على ظاهرة الإرهاب الخطيرة، والآفة الشريرة التي أصبحت مصدر تهديد رئيسي للسلم والأمن الدوليين، والأخذ بنصائح دول المنطقة وفي مقدمتها قطر، بشأن التعامل مع هذه الظاهرة والبحث في جذورها حتى يتم استئصالها بالشكل الذي يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.