11 سبتمبر 2025
تسجيلها هو عام 2022 يطوي صفحاته، ويطل علينا العام الجديد 2023 ببداية جديدة وآمال جديدة، ولكن قبل الشروع بالبداية في هذا العام الجديد علينا مراجعة بعض الأحداث والإنجازات وحتى الإخفاقات، وعندها نستطيع أن نقول إننا أغلقنا ملف العام القديم استعداداً لبدء ملف العام الجديد، وهذا بالتأكيد ينطبق على كل عام قديم وعام جديد وفي أي تقويم نحن نهتم به أي بغض النظر إن كانت سنة ميلادية أو هجرية. وإذا كان من الطبيعي أن تكون لنا مراجعات سنوية وشهرية بل وحتى يومية لما تحقق وما لم يُنجز، فإن هذه المراجعات يجب أن تتم على أسس حقيقية لنستطيع أن نستفيد منها في خططنا المناسبة لأوقاتنا. كيف كان عامك الماضي ٢٠٢٢؟ وكيف مرت عليك أحداث ذلك العام؟ هل حققت أهدافك؟ كيف كانت إنجازاتك؟ وكيف تعاملت مع إخفاقاتك؟ وهل ستكون هذه السنة نفس العام الماضي؟ كيف ستتغير للأفضل؟.. وغيرها الكثير من الأسئلة التي تخطر على البال في هذا الوقت من العام دائماً. بلا شك هناك الكثير من الأمور التي ظلت عالقة إلى الآن في عقلك وقلبك؛ علاقات، اهتمامات، أعمال تود القيام بها، خطط لم تستطع تنفيذها، طموحات لم تتحقق ومواعيد لم تتم.. وأشياء أخرى، وبطبيعة الحال تنتقل معك إلى العام الجديد. ولكن.. لماذا ننقل معنا أحداثاً مؤقتة قد انتهت، فطالما انتهى هذا العام بكل خيره وشره لا تعود إليه إلا لتستفيد فقط. اطو في هذا العام أحزانك وفقدك، ودع الراحلين، وتعلم من أخطائك وعزز فيه تميزك وإبداعك. بداية عام جديد هي بداية فرص جديدة فلا تضيعها، وبداية سبل النجاح فلا تفوتك، إن فرصة البدايات متاحة للكل، والبدايات تعتبر فرصة لتجاوز الكثير من العقبات والألم، وتجاوز الأخطاء، وأيضاً تجاوز ما لا يزيدك ولا ينفع في حياتك. على الصعيد العام كانت هناك الكثير من الأحداث التي حدثت في ٢٠٢٢، ولا يكفي المجال هنا للحديث عنها كلها، فمنها أحداث عالمية، كشراء ايلون ماسك لتويتر، ووفاة الملكة اليزابيث الثانية، وحرب روسيا على أوكرانيا، وثورة الذكاء الصناعي، واغتيال شيرين أبو عاقلة. وعلى الصعيد المحلي كانت سنة قوية لبلادي، وتوجهت أنظار كل العالم لها مع المونديال التاريخي الأفضل الذي نظمته قطر بنجاح منقطع النظير. أما على الجانب الشخصي فقد كان عام 2022 نقطة تحول كبيرة في مسيرتي، فقد بدأت رحلة الكتابة الصحفية، والحلم الذي وددت أن يكون واقعاً منذ زمن طويل، وتم بفضل الله ثم جريدة الشرق ومساندتهم لي وتشجيعي، ولا أنسى كل من شجعني من القراء الأعزاء بكلماتهم عبر تواصلهم. والتحول إلى عوالم الكتابة الساحرة أثبت لي أنها عوالم من الدهشة والإبهار لا تنتهي، وباتت الكتابة جزءاً مني ومن حياتي اليومية التي لا أستغني عنها، إذ جعلتني أشعر وكأني أُحلق في فضاءات واسعة. إنه ليس مجرد عام، بل كان حافلاً بكل شيء، ففيه رحل عنا أشخاص كانوا سنداً لنا بعد الله وفجعنا برحيلهم قد كانوا متكأ لقلوبنا وأرواحنا، وأسأل الله أن يرحمهم. وبالرغم من الأحداث السيئة التي مرت بنا لعلها تكون خيراً، كان هناك الكثير من الأشخاص والأشياء التي لن أحملها معي في هذه السنة، ولكن المفارقة العجيبة أني سأكون سعيدة جدا برفقتكم. إنها بداية سنة تراجع فيها ما قدمته لنفسك والآخرين من حولك، فاجعلها بداية لكل خير ونجاح، وتفاءل بهذا العام الجديد، ولكن التفاؤل لا يكفي إلا بخطوات واقعية كبيرة وصغيرة، وبناء شخصية مختلفة أفضل لك، وخروجك من منطقة الراحة لتسعى وتحقق آمالك وأحلامك، لا تتوقف عن الأحلام. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها»، وما أجمله من توجيه نبوي نستطيع تطبيقه في كل مجالات حياتنا. اترك كل شيء سيئ في 2022، ولا تحمله معك أبداً سواء أكان ذلك حزناً أم فشلاً أم خسارة، واحمل معك الأمل بالله والصدق والإخلاص في العمل. وفي النهاية لا تقول إلا الحمد لله على كل ما مضى وله الحمد كثيراً على ما هو آتٍ، اللهم اجعله عاماً مليئاً بالسعادة والفرح والإنجاز وكل خير لي ولكم... كل هذا وبيني وبينكم.