25 سبتمبر 2025
تسجيللم تمر سوى أيام على تشكيل الحكومة الجديدة للكيان الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، التي وصفت بأنها الحكومة اليمينية الأكثر تطرفا في تاريخ حكومات الكيان الإسرائيلي، حتى حدث ما كان يخشى الكثيرون حدوثه، حيث اقتحم وزير الأمن القومي في حكومة الكيان الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ساحات المسجد الأقصى المبارك، أمس، تحت حماية عدد كبير من قوات الاحتلال الإسرائيلي، في انتهاك سافر للقانون الدولي والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة. لقد كان هذا الفعل المستنكر الذي يأتي في سياق بدء تنفيذ حكومة نتنياهو لبرنامجها المتطرف وأجندتها الاستيطانية، محلا لإدانات واسعة من قبل الدول العربية والإسلامية، في مقدمتها دولة قطر التي أدانت عملية الاقتحام بأشد العبارات، وحذّرت من السياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أن محاولات المساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى ليست اعتداء على الفلسطينيين فحسب، بل على ملايين المسلمين حول العالم. جاءت ردود الفعل العربية والإسلامية لتحذر من المخططات اليمينية المتطرفة لحكومة الاحتلال والخطورة البالغة لها وتداعياتها على فلسطين والمنطقة بأسرها، وانعكاساتها على السلم العالمي، خصوصا ما قد تجره من احتمالات إشعال حرب دينية، كون استباحة الحرم القدسي يمثل عدوانا على القبلة الأولى للمسلمين، واستفزازا لمشاعر جميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها. إن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار سياساته التصعيدية الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه ومقدساته الإسلامية والمسيحية، كونها تغذي الصراع الديني والتطرف وعدم الاستقرار في المنطقة، وما سينجم عن ذلك مخاطر تهدد الأمن والسلم. إن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة تمضي نحو اتجاه خطير، ولا سبيل لإيقاف ذلك إلاّ بقيام المجتمع الدولي بمسؤولياته من خلال التحرك العاجل لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية وإلزام حكومة الاحتلال المتطرفة باحترام قدسية وحرمة المسجد الأقصى.