15 سبتمبر 2025

تسجيل

حنين

04 يناير 2017

يقتربُ المشهد من لحظاته الأخيرة؛ الصياد يفكّر في قسمة الشفع والوتر، الطريدة في الوصّية، في نص تتفجر منه ينابيع الحكمة والشعر والكلام المغموس بلحظة الغروب والملائكة، يفكّر الجمهور في الفيلم التالي، أو لحظة الاسترخاء الغبيّة التي يغمضون فيها عيونهم، لتمر الكارثة في ثوانٍ، سيقولون كانوا أبطالًا، وربّما كانوا أغبياء، سيؤكّدون على السمة الأخيرة، بهزّة رأس متقنة. يقترب المشهد من اللحظة التي يتصافح فيها اللاعبون بعد المباراة، والحجارة بعد القصف. *قد أعود إلى البيت، هذا واردٌ في منطق الأشياء، وارد جدًّا، ولكن كيف سأمشي الدرب من دمشق إلى القامشلي؟ كيف سأنزل من المحطّة الصغيرة إلى البيت؟ فعلى كلّ سنتمتر من المكان، مشى موت، وقنّاصة ودبابات ونظريات. وهل سيضع السائق شريطًا لأم كلثوم أو لصباح فخري "ربّة الوجه الصبوح؟". وكيف سأنزل إلى المدينة؟ وكيف سأصمد أمام وجوه الغائبين تنادي عليّ؟ *القوس التي حملتها منذ عشرين، سدّدت منها على الحياة والموتى، وأرديت غيمًا، وحجلًا نابتًا في الأغنية. القوس التي كانت صليبي في خاتمة الرحلة. سيسعد الخائفون بمتاهتهم، وسأجري خلفهم، وستمضي هذه التراجيديا قليلة العشب، كثيرة الراتعين". *ستقلمين شجرة الصبر هذا الشتاء، وسينمو انتظار جديد، وعفيّ. لا تشتمي الحظِّ، فطعم هذه الشجرة طيّب، والكحل في عين الشمس ليس غيمة، إنه إشارة وبشارة، ستهمي الغيمة يومًا، وحين تبكي الشمس، فهذا يعني أن المشهد انتهى.ليست الجمال وحدها من غرّبت، الجميع يتخذون الغرب جهةً ويرحلون، الغروب العظيم ذاك الذي يعقب المجازر والخراب. هكذا فعل أوديسيوس الظافر، وإنياس الخاسر، كلاهما وضع الشمس نصب عينيه وحمل زوّادته. ولكن حين تعود الجمال دون الذهب والحنّة، فما عساه يفعل المنتظرون؟