14 سبتمبر 2025
تسجيلتسارع نبضات الأحداث في هذه الحياة يفرض علينا حالة من الترقب لمجهول لا نعرفه ولكننا نعرف بأنه يشغل حيزاً من تفكيرنا ولدرجة تصل لمرحلة الاستفزاز في بعض الأحيان؛ لذا ينصرف التركيز؛ كي يجد ذاته بعيداً عن الكثير من الأمور التي يتوجب علينا الالتزام بها كالواجبات التي تعاني من تقصيرنا حتى حين، ليس لأننا نستمتع بما نفعله من تجاهل قد يبدو بكامل إرادتنا، ولكن لقوة تأثير الأحداث المعاصرة والمحاصرة، والتي تخلو من المنطق وتفرض علينا التعامل معها بمنطقية لابد وأن تكون منا، الأمر الذي يضعنا أمام أصعب الخيارات، فإما أن نلتحم معها ونكرس كل ما نملكه من وقت؛ لمتابعة كل مولود جديد تنجبه، وإما أن نتركها على رف جانبي يدير شؤونه النسيان؛ لنركز على ما يستحق منا التركيز والحق أن فكرة التشبث بالخيار الأول أو الثاني لن تكون صائبة؛ لأنها لن تسعفنا ولن تعود علينا بمنفعة ُتذكر، فكل ما سيحدث أننا سننعم ببركة ذاك الضوء الأخضر، الذي سيسمح لنا بأن ننسلخ أكثر عن المحيط؛ لنسلك مسارات مختلفة غير تلك التي تستحق منا التفكير بها وبخير ما يمكننا الخروج به منها؛ لنصل لنهاية وهمية لا حق لها بأن تكون إلا إن سمحنا لها بذلك، وهو ما سيكون حين نصدق بأن التأثر بما يدور هو الحق المشروع لوجودنا وسط أي محيط نكون فيه، وأي شيء آخر يفقد حقه من الوجود، في حين أن الحقيقة مختلفة تماما؛ لأن ما سبق لنا وأن أدركناه منها هو نصفها الأول فقط، أما النصف الثاني فهو ذاك الذي يؤكد أن الأثر الذي يجدر بنا تركه كنتيجة حتمية لكل ما يحدث هو الواجب المفروض علينا، ومن الضروري أن نلتزم به، فما سيأتي بعده سيعين سوانا على إنجاز ما لم نتمكن منه من قبل .