11 سبتمبر 2025
تسجيلهل ستكون هذه السنة مختلفة للوصول إلى نهاية للصراع المرير والقتل في سوريا، عن الأعوام التي سبقتها؟ الحديث اليوم يدور حول بصيص الأمل الذي يلوح من بعيد في ظل حالة الإنهاك والتعب والإرهاق الذي أصاب الجميع واستنزفهم في الداخل والخارج، والنتيجة لم يربح احد؟ حتى الانتصارات الوهمية التي أعلن عنها النظام الدموي في السيطرة على بعض المناطق، قابلتها هزائم في خسارة مناطق أخرى. لكن رغم ذلك فلقد بات من الواضح أن الوضع هذا العام سيواجه العديد من الإشكالات والتحديات والتعقيدات والإحباطات والخيارات المريرة، التي سيستمر الإنسان السوري في دفع ثمنها من لحمه ودمه. وهي تصنف اليوم في إحصائيات الأمم المتحدة بأنها أضخم حجم مأساة إنسانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ، حيث قتل أكثر من 270 إلى 400 ألف شخص، وهجر أكثر من نصف الشعب، وتعرضت مناطق كاملة للدمار والإبادة.ربما تكون هذه السنة مغايرة، فهناك إدارة جديدة قادمة للبيت الأبيض، ورحيل الرئيس السابق الذي كان يتفرج على القتل والدمار، ويوزع الوعود والتهديدات الجوفاء. وروسيا استنزفت الكثير من رصيدها ومقاتلاتها وليس لديها رغبة في حماية النظام ورئيسه وتستخدمه كمقايضة سياسية، والنظام وحلفاؤه لم يحصدوا إلا الدمار والعار والهزيمة، ولم تتحقق لهم الهيمنة الديمغرافية المنشودة؛ رغم القتل اليومي والبراميل المتفجرة التي يتم إلقاؤها على القرى والمدنيين لتفريقها في حملات بشعة ومقززة من التطهير المستمر. والحروب بالوكالة لم تعد تجدي والمعارضة مازالت مفككة ومقطعة الأوصال، ولكنها تحاول لملمة جراحها والوصول إلى خيارات مرضية، دون تقديم تنازلات كبيرة ومكلفة.يجب أن تكون هناك قناعة، وخاصة أن الحديث اليوم يدور حول مفاوضات سرية وراء الكواليس وتفاهمات بين الدول الكبرى والمتورطة في الحرب في سوريا، إنه من دون الوصول إلى تسوية سياسية تضمن رحيل الأسد وإيجاد حكومة إجماع وطني تمثل كل السوريين، فلن يكون هناك حل، وكل التضحيات التي قدمت من أجل لا شيء.