12 سبتمبر 2025
تسجيلنبدأ حين نشعر بأننا نريد ذلك ومن صميم أعماقنا، وننتهي حين نُسلم لحقيقة أننا لا نريد من هذه الدنيا أي شيء؛ لذا فإن (بداية العام) لا تعتمد على تاريخ دون غيره، فهي تلك التي تستند إلى اللحظة التي نقرر فيها بأن نبدأ وننطلق، ونقر بأننا بأمس الحاجة إلى خوض مرحلة جديدة من حياتنا، وهذه الحقيقة تنطبق علي إذ أنني لست ممن يترقب تاريخاً مُحدداً؛ لينطلق منه، ويُطلق على عامه (العام الجديد) الذي يحتاج إلى صفحة جديدة مختلفة ومُخالفة لكل ما سبق وكان من العام المنصرم من أحداث يمكن بأن نأخذ أفضلها؛ ليُلهمنا ونبحث عن إنجازات أعظم؛ كي نتقدم بها، ولكني من النوع الذي ينطلق حين يشعر بأنه يريد فعل ذلك، ويملك قدرة عالية على فعله أصلاً، وهو ما يجدر بنا بأن نتمتع به؛ لنحقق ما نريده دون شك، فإن كان لنا هذا هنا وفي هذه اللحظة دون غيرها، فمن الطبيعي بأن نحسب هذه اللحظات عامنا الجديد، الذي سننطلق معه من خلال صفحة (الزاوية الثالثة)، التي تحتفل بتقبيلها جبين عامها الرابع من بعد رحلة مُكللة بكثير من الجد، الذي بذلناه من أجلكم أيها الأحبة، وكنا بحاجته؛ كي نقدم أفضل ما لدينا لكم من خلال توفير مساحة عظيمة من (الفضفضة)، التي سمحت للروح بأن تنتعش وتتخلص من قيودها، وقيود تلك الظروف التي تهدد راحتها وأمانها، فحلقت بين سطور هذه الصفحة كما تريد؛ لتأخذ ما كانت تسعى إليه، وتعطي كما تحب ودون أن تُكبلها الشروط، فهو هذا هدفنا الأساسي الذي يُسعدنا بلوغه والاحتفال به في هذا اليوم.إن استمرار الزاوية الثالثة التي تُعد كمتنفس للكثير بحسب ما يردني بين الحين والآخر، هو كذلك بالنسبة لنا وفي المقابل؛ فما نطرحه هنا يُكسبنا منفعة عكسية تنمو بفضلها الأطراف المعنية وتتطور، والحق أن ذلك التطور قد كان لـ (الزاوية الثالثة) باعتبارها حاجة فُرضت؛ لأننا نبحث عن الأفضل للجميع، وثقة حُصدت من جريدتي الحبيبة (الشرق)؛ لأنها تبحث عن التميز، ورغبة مُلحة تمكنت مني حين شعرت بأننا بحاجة إلى مساحة كبيرة من الفضفضة الإنسانية، التي تسمح للنفس بأن تبوح بكل ما يجوب أعماقها، فكان وأن تحققت هذه الرغبة بفضل الله أولاً، ومن ثم مساعدة وثقة الفاضل جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة (الشرق)، الذي ما كنا لندرك هذه الصفحة إن لم تكن ثقته من المقام الأول، وهو ما يستحق عليه كل الثناء والشكر؛ لأنه اسهم ببث هذا النور بيننا.لقد وعدت بأن تكون الزاوية الثالثة مختلفة هذا العام، (نعم) ستحتفظ بالقلب، ولكن لا (ضرر) من تغيير القالب وتجديده، فتقديم الجديد يُضفي رونقاً على الصفحة، ويُضيف عليها قيمة أكبر سيتضاعف معها حجمها، وهو ما نأمل بلوغه إن شاء الله، فمرحباً بكم وهذه الزاوية الجديدة، التي نتمنى بأن توفر لكم كل ما تبحثون عنه ويمكن أن يُضيف لكم الكثير.لقد رغبت بأن نسلط الضوء على موضوع (العام الجديد) وما يمكن أن نُقدم عليه فيه، والحق أن المتابع لكل ما سلف سيدرك أن العام الجديد يعني تلك اللحظة التي نُقر فيها بأننا نريد التجديد، وهي اللحظة التي تحتاج لخطة ممتازة لابد وأن نلتزم بها؛ كي نفوز بالنصر الأكيد الذي لا يدركه سوى من يدرك ماهيته، ومع هؤلاء فسيكون الحديث هذا اليوم.من همسات الزاوية الثالثةلا يهم ما قد كان منك، فهو كل ما قد كُتب بصفحة الأمس، ولكن ما يهم هو ما ترغب بأن تدونه على صفحتك الجديدة لهذا اليوم، التي ستترجم ما أنت عليه الآن؛ لذا بادر بما تريد ولا تنصت لأي شيء سواه صوت ضميرك وستصل إن شاء الله.كلمة أخيرة: الزاوية الثالثة لم تقم يوماً بجهودي وحدها، ولكن بتكاتف جهود زملائي خلف الكواليس، ممن أتقدم إليهم بخالص شكري وصادق تقديري على كل ما قد تقدموا به خلال الأعوام الماضية، ولعل أكثر من يستحق هذا الشكر هو مخرج الصفحات ومنفذها الزميل عصام عبدالنبي، الذي لم يبخل يوماً على الزاوية بأي شيء يمكن بأن يُطورها؛ لتظهر لجمهورها بالشكل المناسب الذي نرجوه لها، فشكراً لك ولكل من اسهم بنجاح الزاوية الثالثة.