17 سبتمبر 2025
تسجيلاستبقت إسرائيل زيارة وزير الخارجية الامريكية جون كيري الى المنطقة بتصعيدها للعنف في الضفة الغربية وغزة بشن طيرانها الحربي فجر امس، عدة غارات استهدفت مواقع متفرقة من قطاع غزة وبفتح دباباتها نيران أسلحتها الرشاشة صوب أراضي المواطنين الفلسطينيين شرق غزة وقيام سلطات الاحتلال والجيش الاسرائيلي بحملة اعتقالات في منطقة بيت لحم جنوب الضفة الغربية وهي خلال كل ذلك لم تعدم الحجج التي سوقتها لتبرير هذا العدوان والعنف. كيري الذي بدأ امس مهمته العاشرة في المنطقة للدفع قدما بمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وسط اجواء التصعيد العسكري والاعلامي الاسرائيلي التقى في القدس المحتلة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وذلك بحثا عما اسماه "اتفاق اطار" اميركي يحدد الخطوط العريضة لتسوية نهائية او كما اسماه كيري "اختراقا مهما سيغطي كل المشكلات الاساسية" مثل الحدود والامن ووضع القدس واللاجئين والاعتراف المتبادل وانهاء النزاع.وتلقى عدة مواضيع خلافية بثقلها على محادثات كيري، لا سيما توسيع الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية ووضع غور الاردن وفي وقت تسعى فيه سلطات الاحتلال الى تخريب اية جهود تبذل باتجاه تحقيق السلام بالحديث عن ادعاءات لاشأن لها بالمحادثات ولا بالطريقة التي يدير بها كيري جهوده ..؟ فتارة تعترض على اعتبار الفلسطينيين للاسرى "ابطالا مناضلين" وتارة تعترض على "استقبال" الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعدد من هؤلاء الاسرى، كل ذلك في محاولة متجددة للهروب من صناعة السلام وافشالها ككل مرة، والبدء من جديد مرة بعد اخرى ظنا منها بان الوقت والمماطلة في صالح بقاء احتلالها واغتصابها للحقوق الفلسطينية المشروعة. وعلى النقيض من ذلك تحاول السلطة الفلسطينية تأكيد حقوق الشعب الفلسطيني والتمسك بها وعدم اهدار اي حق مشروع من هذه الحقوق المعترف بها دوليا وقانونيا وشرعيا سواء ما يتعلق منها بالاراضي المحتلة او بحق العودة فاكدت على سبيل المثال ان غور الاردن هو "ارض فلسطينية" وضمها يشكل "خطا احمر لا يمكن لاحد تجاوزه" وذلك ردا على ما تردده اوساط اسرائيلية بان كيري اقترح خلال زيارته الاخيرة في ديسمبر "وجودا عسكريا اسرائيليا محدودا عند نقاط العبور في غور الاردن لعدد محدود من السنوات" . من هنا فان الكثير من المراقبين يرون ان مهمة كيري الحالية محكوم عليها بالفشل كسابقاتها خصوصا وان كيري اعلن انه لا يعتزم " فرض أفكار أمريكية خلال مهمته العاشرة" رغم ان لجنة وزارية اسرائيلية تبنت مشروع قانون يقضي بضم غور الاردن الى الحدود بين الضفة الغربية والاردن، حتى في حال التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين ما يؤكد ان فشل كيري آت لامحال ككل مرة ولاسباب اسرائيلية .؟؟