14 سبتمبر 2025

تسجيل

فوزٌ قطريٌّ وانتصارٌ مَـدريديٌّ

04 يناير 2014

لم تكنْ مجردَ مباراةٍ بين ناديين عالـمِـيَّـيْـنِ تلك التي جمعتْ ريال مدريد وباريس سان جرمان، وإنما كانت ضوءاً إعلامياً عالمياً ساطعاً تَـمَّ تسليطُـهُ على قطر، قيادةً وشعباً وهياكلَ مُجتمعية ورسمية، فأحرزتْ بلادُنا هدفاً ثميناً في مرمى سَـعْـيها الدَّؤوب للحديثِ بلسانِ الإنجازِ عن تَـقَـدُّمِ نظامِها السياسيِّ وانضباطِها الأمنيِّ ورُقِـيِّ إنسانِـها.كثيرةٌ هي الصحفُ والقنواتُ الرياضيةُ العالمية التي اهتمت بالـمباراةِ الكبيرةِ منذ أيام، وتَـرَدَّدَ اسمُ قطر فيها، وتحدثتْ عنها بصورةٍ تعكسُ نجاحاً عظيماً لجهودِنا في مجال العلاقاتِ العامةِ الدولية التي تَـبَـيَّـنَ لنا مدى قوتها من خلال التغيير الإيجابي لصالحنا في تعاطي الصحافةِ الغربيةِ ذات التوجُّهاتِ اليسارية والمحافِـظَـةِ مع الشؤون القطرية، مما أسكتَ جزئياً الـمُغرضين. تنظيمُ المباراةِ، والحضورُ الجماهيريُّ الكبير، والصورةُ الحضاريةُ في استقبالِ ضيوفِ البلادِ من شخصياتٍ رياضيةٍ وإعلامية من جميعِ الدولِ، وتغطيةُ صُحفِـنا ووسائلِ إعلامِـنا للحَدَثِ الكرويِّ الكبيرِ، جميعُها أمورٌ كانت على مستوًى عالٍ رفيعٍ، سيكون له أثرٌ كبيرٌ في ترسيخِ وجودِ بلادِنا كمركزٍ رياضيٍّ عالميٍّ. وستظلُّ الأنظارُ مُسَـلَّـطةً على الإدارةِ القطريةِ الناجحة لنادي باريس سان جرمان كنموذجٍ لقدراتِـنا في مجالاتٍ كثيرةٍ، أهمها استثمارُنا السليمُ لنجاحاتِـنا السياسيةِ والاقتصاديةِ والـمُجتمعيةِ والفردية. نحن نتحدثُ، هنا، عن إعلامٍ خارجيٍّ ضخمٍ ذي تأثيرٍ سُلِّطَ على بلادنا، فالناديان ليسا نادِيَّـيْـنِ مَحَـلِـيَّـيْـنِ في فرنسا وإسبانيا، وإنما هما صَـرْحانِ من صروحِ الكرةِ العالميةِ، لهما مُشَـجِّعونَ وجماهيرٌ في معظمِ دولِ العالمِ. ومن خلالِ وجودِهما في بلادِنا، نخاطبُ عقولَ وقلوبَ الشبابِ في كلِّ مكانٍ، ونرسمُ قطرَ واجهةً حضاريةً عربيةً، ونُقَـدِّمُ إنسانَـها الـمُبدعَ في إطارٍ جديدٍ يُـبَـيِّـنُ جَدارتَـهُ ومُـؤَهِّلاتِـهِ وكفاءَتَـهُ.لابد من الثناء على اختيار طاقم تحكيم قطري لإدارة المباراة بقيادة الحكم الدولي عيد الرحمن جاسم، والذي أدارها تحكيمياً باقتدارٍ وحِـرفيةٍ، وبخاصة أنها تضمُّ النُّـخَـب من النجوم العالميين مما يُظهر تقدُّمَ التحكيم في بلادنا وآسيا كذلك.كلمةٌ أخيرةٌ: عندما تجتمعُ الخططُ الـمُحكمة بالنوايا الطيبةِ والعزائمِ الصلبةِ للإنسان الـمُتَـجَـدِّدِ في رؤاه والطَّموحِ للتغيير الإيجابي فإننا نتحدثُ عن وطنٍ قادرٍ على رَفْـعِ رايته خَفَّاقة في الدنيا.