10 سبتمبر 2025
تسجيلمن المعلوم إن الصوت العذب الجميل له وقع كبير على الناس والكثيرون قد وهبهم رب العالمين هذه الخاصية فبدل أن يستغل هذا الصوت في الدعوة إلى الله بأن يتعلم قراءة القرآن الكريم وتلاوته أناء الليل وأطراف النهار ومن ثم يصبح فيما بعد مُقرئا أو مؤذنا أو مُنشدا دينيا أو وطنيا، تجده يتوجه إلى تعلم الغناء والطَرب ويشترك في هذه البرامج المُستنسخة التي تكثر في دول الخليج والمسابقات بمختلف المسميات حتى الأطفال الصغار أدخلوهم في هذا المجال باسم البراءة؟؟!!! ويصرفون على كل هذا ملايين الريالات وعلى لجانها التحكيمية المختلفة، فتجدهُ يهتزُ طرباً يتخبطه مسّ الهيام وعفريت الغرام ويسلك طريق نهايته ليست على ما يُرام!! ولجان التحكيم تضع له النقاط والمصوتون يتصلون ويَكتب عنه بعض الصحفيين من المطبلين، والمَلَكان اللذان على يمناه وشماله يسجلان عليه مخالفاته ومخالفات من هيأ له ذلك وأوصله إلى مبتغاه، والبعض قد يجد العذر لنفسه ويَسوق المُبررات، فعندما يُقارَن بين هؤلاء وهؤلاء بميزان الدنيا المختل فتجد مُقرئ القرآن ربما يشترك في مسابقة قليلة جداً وربما في مجال العمل يتقاضى راتبا متواضعا فيسافر إلى بلد من أجل المسابقة أو في بلده فلا أحد يعلم عنه بل لا يجد من يستقبله، أما الطرف الآخر والذين لهم تقدير كبير في مختلف دول العالم العربي والذين فشلوا في مختلف أوجه الحياة، لاسيَّما على صعيد حياتهم الشخصية وتاهوا في صحراء الضياع ينامون النهار ويصحون الليل فتنقلهم الطائرات على أولى الدرجات وتُفتح لهم الصالات وتُفرش لهم الأرضيات ويُستقبلون بالورد وتُرافقهم الوفود وتُسخر لهم كل الإمكانيات مرفقة بالشيكات وعملاتها من الدولارات!!!! وقد تفوقوا على الفاتحين ومحرري الأوطان أو المخترعين!!! وعندما تأتي وتسأل أحدا ممن يستقدم هؤلاء عن المردود الذي سوف يكون من وراء هؤلاء فحتماً لن تجد لديه إجابة سِوى إلهاء عباد الله من الغاوين وتفويت مختلف العبادات عليهم، ويؤدي إلى غضب الله والذي للأسف لم يعد يؤخذ في الحسبان وهذا من عجائب هذا الزمان!!! وآخر الكلام يبقى الشيء المُسلم به والواضح وضوح شمس النهار أن المشتغلين بالقرآن الكريم ومُرتليه هم الفائزون وهم ممن يقال لهم اقُرأ وارتقي مثل ما كنت في الدنيا أو من الذين سوف يكونون أطول أعناقاً يوم القيامة والطرف الآخر ليس لهُ إلا الحسرة والندامة ولن تنفعه يا ليل ولا دانه ولا لقب فنان أو فنانة، كما لابد أن نعترف بأن الاهتمام بأهل القرآن في هذا البلد كبير وما مراكز التحفيظ المنتشرة في كل مكان إلا دليل على ذلك نسأل الله السلامة للجميع وألا يؤاخذنا بما فعله البعض منا. [email protected]