20 سبتمبر 2025

تسجيل

هل تؤدي حرب غزة لإقامة دولة فلسطينية؟!

03 ديسمبر 2023

قد يبدو السؤال غريباً؟! خاصة مع عودة حرب إبادة غزة بعد أسبوع من الهدنة الإنسانية وتبادل إطلاق سراح السجناء والأسرى واستشهاد حوالي 200 وإصابة 600 في اليوم الأول من التصعيد، وحتى لا تذهب دماء شهداء غزة هباء - يجب استثمار جميع الأطراف المعنية لإطلاق مسار مفاوضات جادة تنهي دوامة القتل والعنف والهدن الإنسانية. لكن المطلوب حل واقعي لمأزق انسداد الأفق والعودة لمسلسل الحروب والتصعيد والقمع والاقتحامات، وإذا في جدية، تقود الدول الفاعلة بقيادة الولايات المتحدة والدول الكبرى مفاوضات جادة تؤدي لحل الدولتين وإنهاء انسداد الأفق والصراع والحروب... بعد شهرين حرب إسرائيل الأكثر دموية على غزة، لم تترك إسرائيل أي خرق مخالفة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني إلا وارتكبتها أمام سمع وبصر العالمين العربي والإسلامي ودول العالم.، لذلك خرجت مظاهرات حاشدة تندد وترفض مجازر وجرائم حرب الصهاينة، وتنتقد مواقف حكوماتها لتواطؤها وترددها وعجزها. ما حدث في 7 أكتوبر 2023 غيّر الواقع والمستقبل ولا يمكن عودة الأوضاع لما كانت عليه قبله. ولا يوجد في الأفق حل واقعي لمسلسل العدوان المتكرر والحروب على غزة، سوى إطلاق مفاوضات جادة- تقود لحل الدولتين كما تطالب الحكومات الغربية وعلى رأسها الرؤية الأمريكية. والمبادرة العربية للسلام التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002. وتقضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وإقامة دولة فلسطينية، والانسحاب من الضفة الغربية والجولان السوري المحتل ومن مزارع شبعا في لبنان- مقابل تطبيع الدول العربية الكامل مع إسرائيل. اللافت أن إسرائيل لم تقدم أو توافق على أي مبادرة للسلام من الولايات المتحدة ومن الدول العربية أو الأمم المتحدة. لأن هدف الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وخاصة الحكومات اليمينية المتطرفة وحكومة نتنياهو الحالية- الأكثر تطرفاً وفاشية، منع قيام دولة فلسطينية والعمل على تهميش الفلسطينيين وفرض الحضور اليهودي في المسجد الأقصى وتسريع الاستيطان، وترحيل الفلسطينيين قسرياً من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، وشن حرب إبادة لترحيله من جنوب غزة إلى سيناء، بحرب ودمار شامل في ظل اشتراطات أمريكية بتجنب استهداف المدنيين. نجحت دبلوماسية الوساطة المضنية التي قادتها دولة قطر بدعم لوجستي مصري وضغط من إدارة بايدن بتمديد الهدن لأسبوع لتبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين وإدخال المساعدات حسب اتفاقية الهدنة الإنسانية بإفراج الاحتلال عن ثلاثة فلسطينيين مقابل كل محتجز إسرائيلي تفرج عنه حماس. ولكن هذا ليس حلاً ينهي المواجهات والحروب الموسمية والعدوان المتكرر على قطاع غزة منذ عام 2008-والاعتداء على المسجد الأقصى بهدف فرض التوقيت المكاني والزماني بين العرب واليهود في مخالفة صريحة ووقحة للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية- والتجاوزات والاعتداءات على القدس المحتلة والشيخ جراح والضفة الغربية ومدنها الكبرى ومخيماتها وعلى رأسها رام الله وطولكرم وجنين ونابلس والخليل. تعقّد شروط وتهديد رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع غالانت باستئناف الحرب على غزة بعد نهاية الهدنة الممددة، والتبادل السابع بين الطرفين. حدّد نتنياهو المأزوم-باتت أيامه معدودة- وستشكل لجنة محاكمته لفشله العسكري والأمني والاستخباراتي-يكرر تحقيق ثلاثة شروط مستحيلة ليبرر حرب الإبادة المتعثرة على حماس وعلى غزة: 1- القضاء على حركة حماس-2 -تحرير جميع الرهائن-3-وضمان عدم ظهور أي تهديد من غزة مستقبلاً..» فيما تكرر إدارة بايدن دعم وتبني الموقف الإسرائيلي وحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها (في خلط للأوراق- دول الاحتلال لا تملك حق الدفاع عن نفسها)! لكن بدأ الموقف الرسمي والإعلامي الأمريكي بالتغير والمطالبة بضبط النفس والامتثال للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وأخذ التدابير الممكنة لعدم إلحاق الضرر بالمدنيين». كما بات واضحاً التباين بين إسرائيل والولايات المتحدة- كان واضحاً من تعليق وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في زيارته الأسبوع الماضي بعد لقائه مع نتنياهو- أكد بلينكن «ضرورة مراعاة الاحتياجات الإنسانية واحتياجات الحماية المدنية في جنوب غزة. كما طالب بلينكن «اتخاذ خطوات فورية لمحاسبة المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية» ولوح بايدن بحظر التأشيرات للمستوطنين المتطرفين من دخول الولايات المتحدة لاعتداءاتهم على الفلسطينيين! هذا التحول الملحوظ في موقف إدارة بايدن يأتي بسبب الضغط الكبير الذي يتعرض له الرئيس بايدن من داخل حزبه ومن الجناح التقدمي في الحزب ومن داخل الكونغرس وتحول إسرائيل إلى عبء مكلف قد يؤثر سلباً على فرص فوزه بانتخابات الرئاسة لفترة ثانية العام القادم مع استمرار تراجع شعبيته في ظل غضب شعبي ومظاهرات عارمة في واشنطن ونيويورك ومدن أمريكا. ووصل الأمر بأن عرضت مسؤولة بارزة في جهاز الاستخبارات الأمريكية CIA-صورة للعلم الفلسطيني في حسابها في فيسبوك مما أثار انتقادات وانزعاجا- وكذلك انتقادات من قيادات في مجلس الشيوخ لاستخدام إسرائيل القوة المفرطة وطالب السيناتور كريس ميرفي بوضع شروط على استخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية. كما هو الحال مع جميع الدول التي تستورد السلاح الأمريكي. وطالب الرئيس الفلسطيني بضرورة تدخل الولايات المتحدة الأمريكية لوقف الحرب وسلم وزير الخارجية بلينكن ملفا كاملاً عن جرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية. وجدد بلينكن التزام إدارة بايدن العمل لإقامة دولة فلسطينية. حتى لا تذهب دماء شهداء غزة ال22 ألفاً بين شهيد ومفقود تحت الأنقاض 450 شهيدا في الضفة الغربية (الأرقام ترتفع يومياً)- منذ مطلع العام- هباءً وهدراً. جاء بيان الرياض للقمتين العربية والإسلامية وجولة لجنة وزراء خارجية الدول المنبثقة عن القمتين على الدول الكبرى ومجلس الأمن لحشد الدعم الدولي لوقف حرب الإبادة على غزة- والتمهيد لبدء مفاوضات جادة تحول شعار حل الدولتين المكررة والممجوجة، وأخرها من إدارة بايدن، من شعار أجوف إلى واقع، لأنه الحل الوحيد لإنهاء مسلسل الحروب والدمار وتهديد الأمن والاستقرار الإقليمي، وإنهاك وإضعاف النظام العربي بأكمله!