كيف أعيشها صح؟

هو تساؤل يراودنا تنبثق منه الفكرة التي يسعى الإنسان لتحقيقها في حياته من خلال الوصول لأهدافه وطموحاته، لا شك أن كلاً منا فكر في وقت ما في الكيفية الصحيحة التي تجعله يعيش حياة سعيدة ونموذجية، يحقق من خلالها المعنى الجميل والحقيقي لوجوده في الكون ليعيش حياته "صح"، بما يتوافق والوسائل المتاحة له وطرق السعادة المتوفرة بين يديه. ولكي نعيش "صح" وكما نريد أو كما نطمح ونسعى، لابد من العمل دائماً على تنمية أنفسنا وزيادة مهاراتنا وقدراتنا، لأن العمل الدائم على تنمية الذات يزيد من الثقة بالنفس، ويشعرنا بالرضا عن ذواتنا، والسعادة بإنجازاتنا، فمثلاً يمكنك تنمية نفسك وتطويرها بالقراءة أو السفر أو مزاولة هوايات مفيدة أو تعلم شيء جديد أو دراسة كورس في مجال تحبه أو أخذ دورة في مجال يهمك، وأصدق ما يمكن أن أخبرك به هنا هو "إذا أردت أن تعيش حياة استثنائية، ركز دوماً على الأشياء التي تحبها جداً والتي تشكل مناطق شغفك". فمعنى الحياة يكمُن فيما تحققه وتنجزه يوماً بعد يوم من خلال أفكارك ومعتقداتك وسلوكك، اسأل نفسك دائماً ما الذي يمكن أن تتعلمه وتعمله، وكيف يمكن التحرك إلى الأمام بطريقة إيجابية، كيف يمكنك أن تتوقف عن لوم الآخرين عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي تتمناها؟، لابد لك أن تدرك أن الحياة غير مضمونة، فهي لا تسير على وتيرة واحدة، وبالتالي عليك أن تتأهب دائماً لتغيير الأحوال في أي لحظة حتى إذا كان ذلك سيتم دون تدخلك، أو رغماً عن إرادتك، ولا تيأس إذا رجعت خطوة للوراء فلا تنسَ أنّ السهم يحتاج أن ترجعه للوراء لينطلق بقوة إلى الأمام. تنصحنا كتب الإرشاد النفسي بمواجهة تيارات الحياة المتغيرة، بالعزيمة والتفكير الإيجابي والتفاؤل ورسم الخطط والأهداف في مسيرة حياتنا، فالحياة الاستثنائية هي حياتك التي تصنعها بنفسك، تبنيها بقيمك، تؤثثها بأحلامك وتزينها برغباتك، لذلك لابد أن تعرف ما تريده حقاً، وأن تستخدم قدراتك المتنوعة في الوصول إليه وتحقيقه. من هذه اللحظة حدد رؤيتك الواضحة لما تريد أن تكون عليه مستقبلاً، رتب حياتك، ضع خططك بما تقتضيه أهدافك، وتذكر أن الذين يحملون في نفوسهم شرارة المعرفة وحنيناً كبيراً إلى رفض الحياة الروتينية، هم دائماً الذين يرسمون للحياة مستواها الجميل رغم ما يلاقونه من تعب. واحذر أن تقع في مصيدة الإحباط إذا تأخرت قليلاً في محطات الحياة، أو إذا واجهت بعض الانتكاسات، فهذا جزء طبيعي من حياتنا لابد أن نمر به حتى "نعيشها صح". كاتبة قطرية,مدربة تنمية بشرية وتطوير ذات مستشارة علاقات عامة واتصال [email protected] @almutawa_somaya