16 سبتمبر 2025

تسجيل

المرآة المشروخة

03 ديسمبر 2018

لم تعد الصحافة في العالم العربي مرآة المجتمع ولم تعد تعكس تطلعات الشعوب وأمانيها وتوجهاتها المختلفة، بل هي مكسورة لا تعكس صورة معلومة الملامح حقيقية بل صورة مزيفة عن الواقع مغلوطة مشوشة مفصلة على مقاس الحكومات تُطبل لها ليل نهار وتسبح بحمدها وتستغفر، وتخلت عن الدور المنوط بها فلم تعد تخدم الشعوب وتبرز وجهات النظر المختلفة التي تُظهر السلبيات والإيجابيات وتُشخص المشاكل التي تعيق وسائل التنمية المختلفة في المجتمع والعلل المتراكمة منذ سنين طويلة وتقدم لها العلاج الناجع الذي يؤمن لها الشفاء العاجل وتخفف من أعراض المرض وتدفع بها نحو المستقبل بخطى ثابتة تعود على البلاد والعباد بالفائدة، ولكن كيف يحدث ذلك في ظل غياب الحريات المختلفة في عالمنا العربي والذي تعيش فيه الحرية أسوأ أوضاعها فعمر العالم العربي لم تكن فيه حرية بالمعنى المعروف ولو كانت هناك حرية ومساءلة لما وصل لهذا الحال المأساوي؟ ومن يكتب في الصحافة العربية يجد صعوبة في إيجاد مواضيع يكتسب فيها احترام القارئ لما يكتب من جهة ومن جهة الخطوط الحمراء والتي لا يعرف بسببها أين يقف أو هل يستمر؟ وخاصة الخطوط النفسية منها والتي تصور له ربما سوء المصير الذي ينتظره والتي تقول له تذكر إنك في العالم الثالث وليس في الدول الأسكندنافية؟ كذلك الصحف لا تُمرر الموضوع إذا خالف سياستها في مجاملة السلطة ففي عالمنا العربي لا أحد يُريد أن يسمع الحقيقة كما هي وإذا سمعوها تكون مشوهة مع العلم أن في سماع الحقيقة شأنا كبيرا في الإصلاح ومساعدة الحكومات في تنفيذ سياساتها المختلفة في إدارة الدولة بالصورة المثمرة بعيداً عن تهييج الرأي العام عليها، فالسلم والسلام والأمن والاستقرار مطلب سامي للجميع وخاصةً بعد ما رأينا ما حل بالعالم العربي من خراب ودمار وغياب الأمن والفوضى الكبيرة التي تحدث فيه هذه الأيام عطلت كل شيء وأصبحت مأساة كبرى ليس لها حل في ظل وجود حمقى ومنفذين لسياسات ربما استعمارية جديدة!. وآخر الكلام لماذا يصر الجميع على اخفاء الوجه الآخر للحقيقة عن المسؤولين؟ لماذا لا يرون الأمور كما هي؟ لماذا لا يرون إلا الجانب الإيجابي فقط دون السلبي؟ فهذا للأسف الذي كرس الأخطاء وجعلها بلا حل إلى يومنا هذا كأمراض مزمنة.