20 سبتمبر 2025
تسجيلكعادتها قطر كانت صريحة وواضحة في تشخيص المشاكل والأزمات التي تحدق بالمنطقة والعالم حولها؛ وقراءة وتحليل تداعياتها؛ وتطرح رؤاها الواعية العميقة للحل؛ وتدارك مخاطر تلك الأزمات من منطلق المسؤولية الأخلاقية والسياسية؛ التي تحفظ السلم والأمن الدوليين؛ تلك هي المرتكزات التي حفلت بها كلمة سعادة وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمام منتدى الحوار المتوسطي في روما؛ حيث أكد أن أزمات المنطقة جزء من لعبة القوى وحالة الاستقطاب، وسببها تهور بعض قادتها. وأن مقاومة التغيير يؤدي إلى الإرهاب والتطرف وعرقلة حل مشكلات المنطقة. لا شك أن كلمة قطر جاءت شاملة ولامست هموم وقضايا المجتمع الدولي؛ ولم تتوقف عند إقليم بذاته أو قضية بعينها؛ فالإرهاب خطر يهدد العالم شرقاً وغرباً؛ باعتبار أنه لا دين ولا وطن له؛ كما أن عدم تحلي بعض القادة بالحكمة والمسؤولية القومية بالمنطقة حولنا؛ أسهم بقدر كبير في إغراقها في الأزمات؛ والدفع بها نحو صراعات وهمية؛ لا طائل من ورائها سوى تخريب علاقات الأهل؛ وخلق العداوات ونشر الأحقاد وإشاعة البغضاء بين الأشقاء. وفي هذا السياق جاءت تأكيدات سعادة الوزير على أن الاتهامات الموجهة إلى قطر قامت كلها على فبركات؛ وأنه لا مبرر للعدائية التي تُبديها بعض الدول تجاه قطر، وأن حصار قطر يُمثل عقبة أمام إحلال أمن واستقرار المنطقة. فقطر التي حرصت دوماً على أن تُؤدي دوراً مهماً في منطقة الخليج انطلاقاً من قناعاتها ومسؤولياتها السياسية الناضجة والمسؤولة بشهادة المجتمع الدولي الذي كسبت تعاطفه معها في أزمة الحصار، لا يمكن أن تنزلق إلى أي تهديد أمني للمنطقة. وهي في ذلك مازالت تعتبر الحوار والمكاشفة سُبلها الأساسية؛ لتجاوز تلك الأزمة بعيداً عن أي إملاءات أو محاولات فرض للوصاية. كما تطرقت الكلمة إلى العلاقات الخليجية مع إيران؛ حيث جددت قطر موقفها الحكيم العاقل بضرورة ألا تصل الخلافات مع طهران إلى مستوى المواجهة، وأن أفضل وسيلة للتغلب على تلك الخلافات مع إيران هي الحوار. وفي الملف الفلسطيني شددت قطر على أن المبادرة العربية ينبغي أن تؤدي إلى حل الدولتين وإنهاء جميع المشكلات. لقد جاءت كلمة قطر تعكس بكل مسؤولية حكمة قيادتها في تناولها للقضايا الدولية والإقليمية؛ وهو ما جعلها تحظى بتقدير واحترام المجتمع الدولي.