15 سبتمبر 2025
تسجيللعل من أكثر المواضيع التي يتم الحديث عنها بين الناس هي الفرق بين الحياة في الماضي والحاضر، وخاصة الأسر وروابطها القوية سابقاً وتحمل كل فرد فيها لمسؤولياته المطلوبة منه، وكيف أصبحت تلك الروابط والعلاقات والمسؤوليات مضيعة عند الكثيرين في وقتنا الحاضر، فقد تبادل الكثير من الأزواج الأدوار، وأصبحت مهام الأخ الأكبر وغالبا الأب موكلة للسائق، ومسؤوليات الأخت الكبرى بل وحتى الأم من مهام الخادمة، واختلط الحابل بالنابل. وتبعاً لهذا الخلل الكبير الذي طرأ على العديد من مجتمعاتنا العربية فقد ضاعت المشاعر الدافئة التي كانت تجمع الزوجين وتجمع بينهما الأبناء، وتحولت أحداث حياتنا لروتين يومي أشبه بمسلسل ممل بلا ألوان، فالحب والرحمة تضاءلت حتى باتت لا ترى إلا بمجهر، وهذا الجفاف بات صفة مكتسبة متوارثة عند الأبناء جيلا يورثها لجيل.وبالطبع نحن لا نعمم هنا على الجميع، فلاشك أن هناك أزواجا يقدرون هذه النعمة العظيمة، ويعرفون معنى أن يكون للشخص شريك حياة يمنحه الود والدفء الزوجي، ومعنى أن يرزق بأطفال يلونون الحياة بألوان زاهية ويسعدون سنواتهم وتفاصيل حياتهم. فما زال هؤلاء يعيشون نمط العائلة السليمة التي تعتبر لبنة سوية لبناء مجتمع صحي قويم.إن من أكثر أسباب الوهن الذي أصاب مجتمعاتنا هو تفكك الأسر وضياع المسؤوليات، وبالتالي تبدُد المودة والرحمة بين أفرادها، فكيف لفرد فاقد لهذا الرابط الرئيسي في حياته أن يكون فرداً معطياً لعمله أو وطنه أو لمن حوله، أو حتى لأسرته الصغيرة المستقبلية.لابد أن يعيد كل منا حساباته ويفكر ملياً في أساس الزواج وتكوين العائلة، وقبل أن نفكر في قطع الأثاث المنزلي ومايزين المنزل، لابد أن نفكر جيداً في التوافق الروحي والفكري بين الزوجين، وفي الحب والمودة والرحمة التي تخلق البيت السليم والأسرة السوية.ولمن أفقدته سنوات الزواج الطويلة والأبناء هذه المشاعر الدافئة لابد أن يجدد من تفاصيل حياته مع شريكة عمره لأنها من يستحق الحب والاهتمام.