16 سبتمبر 2025
تسجيلأثلج صدورنا أنْ اللجنةَ المسؤولةَ عن الإعداد لمونديال 2022م قامت بدورها في مجال العلاقات العامة الدولية، من خلال التواصل مع الصحف الكبرى والمنظمات الـمَـدنية والرياضية في العالَـم، إلا أنَّ جهودَها جزءٌ من جهودٍ يجب أن يبذلها الجميع لتتلاءم مع حَـدَثٍ رياضيٍّ كونيٍّ نستعد له على المستويات البشرية والـمُجتمعية والاقتصادية والسياسية. يجب الحديث بوضوحٍ وأسلوبٍ مباشَـرٍ لنقول إننا لم نزل، إعلامياً، في مرحلة ردِّ الفِـعْـلِ على الحملة الـمُغْـرِضَـةِ الفاشلة التي تعرضت لها بلادُنا، فنحن نتحدث كثيراً عن النوايا السيئة للآخرين تجاهنا، ولا نتحدثُ عن فضائِـلِـنا ومدى تَـحَـضُّـرِنا وتَـمَـدُّنِنا والروحِ الإنسانيةِ السائدةِ في مجتمعنا. لا يجب أن يقتصر خطابنا الإعلامي على الـمنشآت الرياضية الضخمة والبنى التَّحتِـيَّـةِ التي قطعنا شوطاً كبيراً في تشييدها، وإنما علينا الحديث عن الإنسان الـمواطن وشقيقه الإنسان المقيم، والحقوق الـمَكفولة لهما بموجب الدستور والقوانين، والكفاية والعدالة والمساواة أمام القانون التي يتمتعان بها في دولةٍ تحترم الإنسانَ وترعاه. من المهم، في لغتنا الإعلامية مع العالم، أنْ نتخطى المفردات والرؤى التي اعتدنا استخدامها في خطابنا مع الداخل المحلي والمحيط العربي، فهي لا تفيد في مخاطبة عالَـمٍ متقدِّمٍ في ممارَسَـتِـهِ الديمقراطية وإعلامه الحُـرِّ غير الخاضع للنُّـظُـمِ السياسية في بلاده. من الأمور التي تُحتسبُ لإعلامنا أنه أظهرَ الشفافية التي نتعامل بها مع مشكلات العَمالة الوافدة، وذلك من خلال تركيزه على الحديث المستفيض عنها، ونَشْـرِ قوانينِ العملِ الـمعمولِ بها والتي تستند إلى أكثر التجارب العُماليَّـةِ نضجاً وإنسانيةً في العالَـمِ. وأيضاً، يُحْـتَـسَـبُ له استثمارُهُ للـمُمارسةِ الديمقراطيةِ في بلادنا استثماراً عظيماً، ظَهَرَ بصورةٍ جَـلِـيَّةٍ في سعيه للتواصلِ مع القوى السياسية الحزبية والعُمالية الكبرى في الدول الآسيوية بخاصةٍ، ومن خلالها بدأنا طوراً جديداً من التأثير في الرأي العام فيها، مما يُمَـكِّـنُـنا مستقبلاً من تقليل حِـدَّةِ الحَمَلات الـمُغْـرَضةِ التي قد نتعرض لها. المسؤوليةُ عامَّـةٌ وليست مقصورةً على لجنةِ الإعدادِ للمونديال، ووزارة الخارجية، والإعلام المحلي، ولكنها مسؤوليةُ كلِّ مواطنٍ ومواطنة قطريَّـيْـنِ، فأقوالُنا وأفعالُنا تنعكسُ إيجاباً وسلباً على الجميع، لأننا موضوعون تحت الـمنظار الدولي الذي يراقبنا بدقة لحين إقامة المونديال.