15 سبتمبر 2025

تسجيل

الحرب العالمية الثالثة دنتْ وتدلَّتْ وقابتْ قوسينِ أو أدنى

03 نوفمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن ثمة مُعاملات ارتباط تبدو واضحة بين ما يجري في (عين العرب-كوباني) المتغير الرئيسي راهناً في العالم العربي أو ما بات يُعرف –تمويهاً- في الأدبيات الدولية "الشرق الأوسط" وبين متغيرات تبدو أنها تتفرع عنه إن لم نفترض أنها تداعيات أو نتائج له، أي لِما يجري في (عين العرب-كوباني.) لعلَّ أحد أهم معاملات الارتباط هو الموافقة الأمريكية السريعة والمفاجئة – إلى حد ما- على تسليح "إسرائيل" بطائرات الإف 35 وهي الأحدث والأكثر تطوراً. الغريب أن هذا النوع من الطائرات لم تجربه (الولايات المتحدة الأمريكية) وحلفاؤها في (عين العرب-كوباني) ويبدو أنه سيخرج من المصانع الأمريكية – إنْ لم يكن قد خرج بالفعل- إلى "إسرائيل" مباشرة ويبدو أنه قد تم تصنيعه "لإسرائيل" حصريا. رغم أن الكثيرين لم يستطيعوا ربما إدراك دلالة مثل هذا الاستعجال بَيْدَ أن الأمر يُحتمل أن تكون له علاقة بحديث (هنري كيسنجر) عن قرب اندلاع الحرب العالمية الثالثة، التي ستلعب فيها "إسرائيل" دوراً حاسماً ومحوريا كما قال (كيسنجر.)حسب الصحفي (ألفرد هينز) الذي تمكن من انتزاع مقابلة صحفية مع (هنري كيسنجر) من شقته الفاخرة في (مانهاتن-نيويورك) لمجلة (سكاي سكيبس) مع أن السياسي اليهودي العجوز، الصهيوني العريق الزاحف نحو التسعين، نادراً ما يعطي تصريحات صحفية على أثر توليهِ إلى الظل بعد أن كان مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية والذراع الأيمن للرئيس الأمريكي (ريتشارد نيكسون) في السبعينيات، الذي ساعده في "فتح الصين" عام 1972. يؤكد (كيسنجر) أن ما يحدث في "الشرق الأوسط" (يعني العالم العربي) من "المنظور الجيوسياسي والاقتصادي" وفي العالم له علاقة مسيِسة بانفجار الحرب العالمية الثالثة التي أضحت قاب قوسينِ أو أدنى والتي ستكون جدُّ قاسية وسيتبلور على أثرها النظام العالمي الجديد. يوجه (كيسنجر) حديثه للصحفي قائلاً:" إنْ كنتَ لا تسمع دقَّ طبول الحرب فأنت أصم " بعد أن شكك الصحفي في طرح السياسي العجوز الذي ربما رأى في كلامه نوعاً من الخرف، نحن إنِ استبعدنا نظرية الخرف فإن (هنري كيسنجر) دنيوياًّ لا ينطق عن الهوى ولو لم تكن لديه معلومات دقيقة لَما أدلى بها بكل الحماس الذي ظهر في حديثه لأنه حريص على صدقيته وسمعته العالمية كسياسي ومحلل كبير. يحدد (كيسنجر) الطرفين الرئيسيين في الحرب وهما الولايات المتحدة الأمريكية ضد روسيا والصين معاً (اللذين وفقاً لتحليل كيسنجر سيحاربانِ أمريكا معاً.) ويعزو (هنري كيسنجر) الهدف إلى أن زوال (الاتحاد السوفييتي) لم يؤثر على روسيا سلباً وأن قوتها وتأثيرها يتناميان بسرعة وبشدة وأن الصين هي الأخرى أصبحت قوة اقتصادية كبرى ولذلك لابد لأمريكا أن تكسر هاتين القوتين. المثير في حديث (كيسنجر) أنه قال ستمهد "إسرائيل" للحرب العالمية الثالثة بشن حرب واسعة مدمرة لقتل أكبر عدد ممكن من العرب وتدمير إيران التي هي هدف إسرائيلي، لا لأنها تدعم العرب لكنْ لأنها تنافس "إسرائيل" في الخليج العربي خاصةً الذي هو بؤرة الثراء الاستراتيجي.إذن تزويد "إسرائيل" بطائرات إف 35 يمكن ربطه بما قاله (هنري كيسنجر) الذي قال أيضاً إن لدى الولايات المتحدة الأمريكية ترسانة أسلحة لا يعرف عنها العالم شيئاً وأكد أن هذه الترسانة سيتم عرضها على العالم قريباً ويمكن أن تكون طائرات الإف 35 التي تم تسليمها أو ستُسلم "لإسرائيل" جزءاً من هذه الترسانة وكأن (كيسنجر) يلمح إلى أن الترسانة الأمريكية ستوضع في خدمة "إسرائيل". يمكن استشفاف شيء أو نوع من الغِل في صدر (كيسنجر) على العرب لكونه ليس فقط يهوديا بل هو صهيوني متطرف ناجٍ من "الهولوكوست" وسببه ربما التقارب الذي قيلَ إنه حدث بين الشيخ (أمين الحسيني) وأدولف هتلر لعداء الأخير مع اليهود الأوروبيين، وإنْ كانت بعض النظريات تذهب إلى أن النازيين واليهود استخدموا "الهولوكوست" ذريعةً لإعطاء فلسطين لليهود. يواصل (كيسنجر) حديثه قائلاً الآن دول الاتحاد الأوروبي تسعى بشكل حثيث لتشكيل دولة واحدة قوية وهي قطعاً الحليف الرئيسي لأمريكا في حربها ضد ما أسماه (كيسنجر) "الدب الروسي" و"التنين الصيني" اللذين ستكون معهما إيران ودول أخرى ولذلك يجب على "إسرائيل" أن تدمر العرب وإيران وهو عامل أساسي لتكسب أمريكا الحرب ويجب أن تكسب أمريكا الحرب لتشكل في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثالثة حكومة عالمية تتحكم في غذاء الشعوب واقتصاد الدول. بالتحديد في هذا الصدد يصر (كيسنجر) على أن التعليمات قد صدرت لاحتلال سبع دول شرق أوسطية نفطية (يعني في العالم العربي-إنْ لم يكن الاحتلال قد وقع فعلاً) على ضوء دراسات مقدمة من مراكز الدراسات الجيو-إستراتيجية الأمريكية لأن التحكم بالنفط والثروات الإستراتيجية هو تحكم بالدول والتحكم بالغذاء هو الوسيلة للسيطرة على الشعوب. هنا، يبدو تركيز (كيسنجر) واضحاً هنا على العالم العربي لغاية تحقيق "إسرائيل" الكبرى ربما، ولعل ذلك يفسر التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد ما يسمى "بتنظيم الدولة الإسلامية" في (عين العرب-كوباني) واضحٌ أن هذه المدينة ستلعب دوراً كبيراً سيذكره التاريخ لدهور مقبلة وأن تركيا مستهدفة كالعرب وإيران حسب منطق (كيسنجر.) ويبدو أيضاً أن تلكؤ تركيا للانضمام للتحالف الدولي ضد "تنظيم الدولة" له علاقة بكون تركيا لا تريد أن تكون حليفاً لأمريكا وإسرائيل وأوروبا في الحرب العالمية الثالثة حسب تصور (كيسنجر) وقد يعيد التاريخ نفسه وتنضم تركيا لمعسكر روسيا الصين ضد الحلفاء. الملاحظ أن (عين العرب-كوباني) محاذية لحدود تركيا ويبدو أن التحالف الدولي بقيادة أمريكا ينوي معاقبة تركيا لعدم انجرارها للحرب معها ضد " تنظيم الدولة الإسلامية" ولعدائها التاريخي مع الأكراد الذين هم الآن كما يبدو من سياق الأحداث حلفاء لأميركا و"إسرائيل" والغرب وهو ما يمكن أن يرشح من حديث (هنري كيسنجر). ويبدو أيضاً أن "تنظيم الدولة الإسلامية" واعٍ بالنوايا الأمريكية وأن الأكراد في (عين العرب-كوباني) جزء من سيناريو الحرب العالمية الثالثة وفق منظور (كيسنجر) ويبدو فعلاً أن "تنظيم الدولة الإسلامية" يمتلك قوة لا يعرف عنها الكثير من العرب وغيرهم ويبدو أن الأمريكيين والإسرائيليين والأوروبيين على اطلاع على مدى قوة "التنظيم" وخطره ولذلك ربما قرروا التحالف الدولي ضده، وأن ما يقال إن "التنظيم" مجرد أداة أمريكية ربما لم يعُد حديثاً يُفترى، ولعل قدرة التنظيم على الحفاظ على وجوده في (عين العرب-كوباني) ومقاومته وإحراز تقدمات رغم مواجهة الأكراد على الأرض وغارات التحالف الدولي بقيادة أمريكا على مدى الشهر تقريباً يكرس فهمَ أن التنظيم على الأقل يتمتع بقوة منافسة للطرف الآخر.