16 سبتمبر 2025
تسجيلقضيةُ التعليمِ، في بلادِنا، ذاتُ شجونٍ، فهي موضوعٌ دائمٌ للنقاشِ والجَدَلِ، وكُلُّ شخصٍ يطرحُ رأيَـهُ فيها، ويُطالَبُ بأشياءَ يَغْـلِـبُ عليها الجانبُ الشخصيُّ في النَّظرةِ وتعميمِ الأحكامِ. وأقولُ، بدايةً، إنَّ التعليمَ متقدمٌ جداً في مناهجِـهِ ووسائلِـهِ ومنشآتِـهِ، رغم بعضِ الهَنَّاتِ هنا وهناك، يتمُّ تدارُكَها عاماً بعدَ عامٍ.في مسيرتِنا الـموندياليةِ، يلعبُ التعليمُ الدورَ الرئيسي في إعدادِ الـمُجتمعِ، وتهذيبِ أنماطِ التفكيرِ والسلوكِ، والارتقاءِ بقِـيَمِ الـمُواطَنَةِ والإنسانيةِ والحريةِ وقُبولِ الآخرِ.. فالجيلُ الحاليُّ على مقاعدِ الدراسةِ، سيكونُ العنصرَ الرئيسَ في مجتمعِنا سنة 2022م، والواجهةَ التي يرانا العالَـمُ من خلالِها، أنذاك. وبذلك، نجدُ لزاماً علينا بَـذْلَ جهودٍ جبَّارةٍ لإعدادِهِ مَعرفياً وأخلاقياً. وليسَ كالـمدرسةِ وسيلة للوصولِ إلى غاياتِنا.الـمشكلةُ التي تواجهُنا تَـتَمَـثَّلُ في القُصُورِ الواضحِ للجسمِ التعليميِّ عنِ التأثيرِ في الطلابِ أخلاقياً وسلوكياً، بسببِ الانصرافِ عن الجانبِ التَّربويِّ والتركيزِ على الجانبِ التعليميِّ.. ولا يستقيمُ القولُ بأنَّ منهجَ التربيةِ الإسلاميةِ كافٍ كوسيلةٍ للتربيةِ والتعليمِ في آنٍ، فنحنُ نعلمُ أنَّ الناشئةَ والشبابَ يتعاملون معه كمنهجٍ حِفْـظِيٍّ.. فما الحلُّ، إذن، لتفعيلِ الدورِ التربويِّ للمدرسةِ في مجتمعنا لإعدادِه للاستحقاقاتِ النَّهضويةِ الـمُستقبليةِ، ومنها الـمونديالُ؟ الحلُّ يكونُ بإنشاءِ لجنةٍ عليا يَرأَسُها وزيرُ التعليمِ والتعليمِ العالي، تضمُّ الـمُختَصِّـينَ في علوم التربيةِ والاجتماعِ والنفسِ من الوزارةِ وجامعةِ قطرَ ومراكزِ الأبحاثِ في الدولةِ، للإعدادِ لـمشروعٍ وطنيٍّ يبدأُ عملَـهُ بدراساتٍ نظريةٍ وميدانيةٍ خلالَ العامِ الدراسيِّ الحاليِّ، وينتهي إلى إعدادِ منهجٍ تطبيقيٍّ يتمُّ تدريبِ الـمُعلمينَ والـمُعلماتِ والـمسؤولين الاجتماعيين والإداريين في الـمدارسِ على وسائلِ تنفيذِهِ، بحيثُ يُطَبَّـقُ بدءاً من العامِ الدراسيِّ القادمِ.. ولابدَّ أنْ نؤكِّـدَ، هنا، أنَّهُ منهجٌ عامٌّ يتداخلُ مع تدريسِ الـمناهجِ الدراسيةِ و ليس مستقلاً عنها. ◄ كلمةٌ أخيرةٌما نُقَـدِّمُـهُ، اليومَ، للناشئةِ والشبابِ، هو الذي يُحَـدِّدُ الآفاقَ التي ستصلُ إليها بلادُنا في الـمستقبلِ.