11 سبتمبر 2025
تسجيليُفترض بالصحافة أن تلعب دور ضمير الشعب وروحه وعقله، فعندما تُحاكي القنوات الإخبارية الدول والمناطق الإقليمية المجاورة لها.. نجد الصحيفة تخاطب الحي ورب الأسرة والعائلة وتخبرهم عن أحداث المدينة وسعر الخبز والبطاطس والطماطم في ذاك اليوم!. يؤسفني اليوم رؤية الإهمال الواقع في الصحافة العربية الذي لا يُفعّل دور الصحافة في كونها المُخبر الأول للإنسان العادي. نعم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أثر على الصحافة المطبوعة والإلكترونية، ولكن هذا التأثير يجب أن يقتصر فقط على وصول القارئ للصحيفة لا على جودة ما يصدر من الصحيفة!. بعض الصحف لا تقرأها إلا لتقرأ أعمدة الرأي لعدة كتاب جيدين.. وبعض الصحف لا تمسكها إلا لتجوب اعلاناتها ومبوباتها!، والأكيد أن الناس لا تقرأ الصحف باحثة عن تحقيقات صحفية استقصائية فاخرة، لأن الصحافة العربية تفتقر إلى ذلك!. الماكينات الإعلامية العربية بشكل عام شحيحة التحقيقات الاستقصائية، ولربما يكون الاستثناء على ذلك القنوات الإخبارية الكبرى مثل الجزيرة وبي بي سي وسي ان ان العربيتين الذين يقدمون تحقيقات ممتازة للمشاهدين حول العالم. أما الصحافة العربية، فيكاد وجود التحقيقات الصحفية الاستقصائية فيها ينعدم، وينتفي معه أثره في تغيير الواقع العربي. يتناول فيلم (She Said) القصة الحقيقية للتحقيق الصحفي الذي أجرته الصحفيتان جودي كانتور وميغان توهي حول اتهام المنتج الأمريكي هرفي واينستين بجرائم اغتصاب وتحرش، مما أدى إلى انفجار مجموعة فضائح أخرى، وقضية رأي عام كبرى حول التحرش والاغتصاب الذي يدور في هوليوود ضد النساء ولا أحد يتحدث عنه!. في العالم العربي لا وجود لمثل هذه التحقيقات الصحفية التي تُسقط أشخاصاً وتهز دولا كما فعل الصحفيان بوب وودوورد وكارل برنستين اللذان فضحا تورط الرئيس ريتشارد نيكسون في فضحية ووتر غيت وحقيقة تنصته على مقر الحزب الديمقراطي من أجل الفوز في الانتخابات. لا أثر لهذا النوع من الزلزلات الصحفية في عالمنا العربي، الصحافة العربية يجب أن تراجع نفسها في ذلك، الصحف العربية يجب أن تراجع تحقيقاتها ومقالاتها وحتى أخبارها، دور الصحافة يكمن في البحث عن المعلومات والأخبار والآراء المتميزة والأصيلة ومن ثم إيصالها إلى القارئ، هل تحقق الصحافة العربية اليوم هذه الغاية؟ هل تقوم الصحافة العربية اليوم بدورها في إثراء القارئ وتغذية عقله؟ في السابق كانت قراءة صحيفة واحدة في اليوم تغني عن مشاهدة الأخبار.. هل تغني الصحف العربية اليوم عن ذلك؟. الصحافة العربية تحتاج إلى انتفاضة تُرجعها إلى الحياة، وإلى دورها في توعية القارئ بدلاً من تخديره بالمعلومات التي يستطيع أن يجدها بنفسه على الإنترنت بكبسة زر.