15 سبتمبر 2025
تسجيلنعيش في بلد يحترم الرأي الآخر بل ويشجع عليه منذ افتتاح قناة الجزيرة في 1996 والتي حافظت على شعارها طوال هذه السنوات الرأي والرأي الآخر، وانعكس هذا الشعار على الإعلام العربي بشكل عام وعلى المجتمعات العربية التي بدورها تشجعت للتعبير عن رأيها ووجدت لها منبراً إعلامياً يحترم رأيها مهما كان معارضاً، ومع ظهور منصات التواصل الاجتماعي التي أتاحت بدورها الحرية للتعبير تهافت أفراد المجتمعات في كل العالم على استخدامها والتعبير عن آرائهم بحرية ودون قيود وأصبح كل مستخدم مراسلا ومُحللا ومُسوقا على حسب اهتماماته وقد يكون هذا أمرا طيبا من جهة وأمرا سيئا أو مزعجا من جهة أخرى، فالتأثير على الرأي العام بتناقل التغريدات أو مقاطع الفيديو قد يكون إيجابيا في بعض المواضيع وقد يؤثر سلبيًا ويؤجج المجتمع على شخص أو قضية لا تحتاج كل هذا الرفض والشحن المجتمعي، وقد يكون هذا من السلبيات التي أفرزتها منصات التواصل الاجتماعي. ومحلياً المجتمع حساس جداً تجاه القضايا والفعاليات والظواهر خاصة إذا ما تبنى أحدهم فكرة ما ونشرها عبر التواصل الاجتماعي وأثر على الآخرين لتبني الفكرة فنجد انتشار وسم الموضوع في تويتر وإثارة الرأي العام وحتى لو كان أحدهم لديه رأي معارض لذلك الرأي سيجد نفسه متأثراً برأي العامة وسيغرد مع السرب، وهنا تكمن قوة تأثير شبكات التواصل الاجتماعي، وأحياناً الخوف من الحرب التي قد يشنها البعض إذا ما كتب رأياً مغايراً فانه يحتفظ برأيه لنفسه أو يجد نفسه في نفس التيار! ومؤخراً المراقب للوضع المحلي بشكل عام أصبح المجتمع أكثر سلبية وهجومياً ورافضًا لمعظم المبادرات أو الفعاليات ولا ينظر للجانب الإيجابي أبداً، فينصب التركيز على السلبيات فقط وتبدأ المطالبات بوقف الفعالية أو مقاطعتها أو محاسبة القائمين عليها دون التأني والبحث فيما وراء الموضوع أو الاطلاع على التفاصيل بشكل أدق قبل إطلاق الأحكام والتأثير على الرأي تأثيراً سلبياً دون الاستناد على حقائق صحيحة أو فهم عميق للمبادرة أو الظاهرة أو غيرها وبالتأكيد لو تأنى الشخص الأول الذي بدأ الهجمة لتبنى رأيا أكثر اعتدالا وترك للرأي العام فرصة تقدير الظاهرة قبل التأثير عليهم سلبياً! هناك ظواهر سلبية وتحتاج إلى إثارة الرأي العام عليها ويعاني منها افراد المجتمع وتمس مصالح الأفراد وتحتاج إلى من يتبناها ويحاربها ويطالب بوقف الانتهاكات الإنسانية التي قد تطال أشخاصا بسببها ليتم التصدي لها وتنعكس إيجابياتها على كل المجتمع، أكثر من المطالبة بوقف معارض أو التصدي لمبادرة أو التركيز على ظواهر شخصية قد تختفي من نفسها أو تكون فترة معينة فقط أو قد يتقبلها بعض أفراد المجتمع، وما يجب أن لا نغفله هو أن المجتمع يتكون من اطياف متنوعة وعلينا أن نتقبّل رغبات الآخرين واحتياجاتهم في المجتمع وأن لا نشارك فيها إذا كانت لا تناسبنا ولكن لا ننادي بوقفها ومقاطعتها لأنها قد تناسب غيرنا، كما أن كل ما يحدث من فعاليات ومبادرات هي اختيارية ولم يجبرنا أحد على حضورها أو المشاركة فيها وعليه إن كانت لا تمّسنا بشكل شخصي فلا داعي للجزع منها! • لنحترم رغبات وذوق الرأي الآخر فنحن نعيش في مجتمع منفتح متنوع الثقافات طالما أننا لم نُجبر على المشاركة بها! [email protected] @amalabdulmalik