08 نوفمبر 2025

تسجيل

نسيرُ بثباتٍ ويتعثرونَ بجاهليتهم

03 أكتوبر 2017

في بلادنا، قبيلتنا هي قطر، ونسبنا هو انتماؤنا إليها وتمسكنا بدستورها، وأصلنا هو ولاؤنا وبيعتنا لصقرِ العربِ؛ تميم المجدِ الذي تتجسدُ في قيادته كلُّ معاني الوطنيةِ والسيادةِ والكرامةِ. ولا يعنينا ما يقومُ به (الأشقاءُ) لهزِّ تلك القناعاتِ في نفوسنا، ولا ننشغلُ بحماقاتهم الأخلاقيةِ والسياسيةِ للنيلِ منها، إلا في جانبِ فضحِ مؤامرتهم وغدرهم ونكثهم بروابطِ الإسلامِ والعروبةِ والنسبِ والجوارِ التي تربط بيننا وبينهم.منذُ ارتكبَ (الأشقاءُ) جريمةَ الحصارِ ضد بلادنا، وهم يتخبطونَ بين الجاهليةِ والانحطاطِ الأخلاقيِّ والمراهقةِ السياسيةِ، وكانتْ آخرُ إبداعاتِ حماقتهم أنْ أقاموا اجتماعاً حاشداً لقبائلِ يام في الإحساءِ بالسعوديةِ في ظاهرةٍ تعيدنا إلى عصورِ ما قبلَ الإسلامِ والحضارةِ والدولةِ الحديثةِ والقانونِ الدوليِّ. وهدفوا منه إلى تحقيقِ أكبرِ أوهامِ القيادةِ السعوديةِ والمتمثلِ في ولاءِ القبائلِ لها حتى لو كانَ أبناؤها مواطنينَ في دولٍ أخرى كبلادنا. وغابَ عن عقولِ المنظمينَ أنَّ الإنسانَ القطريَّ متعلمٌ، مثقفٌ، متحضرٌ، متمدنٌ، ومن المحالِ أنْ يقبلَ العودةَ إلى عهودِ الظلامِ والتخلفِ التي رماها خلفَ ظهره، وسارَ في دروبِ النهضةِ والبناءِ والتأثيرِ الحضاريِّ في الآخرينَ. وتناسوا أنَّ القطريينَ من أهلِ الخيلِ الصفراءِ، أبناءِ قبيلةِ المرةِ الأصيلةِ العزيزةِ، وأحفادِ فارسِ العربِ؛ الشيخ راكان بن حثلين، أبناءِ قبيلةِ العجمان، والكرامِ من قبيلةِ يام التي تجتمعُ فيها أنقى أعراقِ العربِ، جميعهم مواطنونَ أصيلونَ شرفاءُ ذوو نخوةٍ وهمةٍ ودورٍ وتأثيرٍ في بلادنا، ولهم فيها ما لأشقائهم المواطنينَ من كرامةٍ واحترامٍ وتقديرٍ وحقوقٍ، ولا يسمحونَ للولاءِ القبليِّ أنْ يسبقَ الولاءَ والانتماءَ لقبيلتنا الكبرى، قطر الحبيبةِ. بالطبعِ، فإنَّ هذا الاجتماعَ الجاهليَّ الفاشلَ يشيرُ بقوةٍ إلى أمرٍ مهمٍّ جداً هو الفوارقُ الحضاريةُ بين نظامِ الحكمِ في بلادنا وأنظمةِ الحكمِ في بلادِ (الأشقاءِ). ففي حينِ يعملُ نظامُ الحكمِ لدينا من خلالِ المؤسساتِ التي تنظمُ كلَّ جوانبِ الحياةِ، ويلتزمُ بالقوانينِ الدوليةِ وبالدستورِ والقوانينِ الوطنيةِ، فإنَّ أنظمةَ الحكمِ لديهم لم تزلْ قائمةً على ما يهواه القادةُ حتى لو تعارضَ مع المصالحِ العليا لبلادهم. فلا التزامَ لديهم بالقانونِ الدوليِّ، ودساتيرهم معطلةٌ لدرجةِ أنهم يفرضونَ قوانينَ تعاقبُ المواطنينَ حتى على مشاعرهم الشخصيةِ الطيبةِ تجاه بلادنا، بل إنَّ إحدى دولهم لا دستورَ فيها أصلاً لنطالبها بالالتزام بما فيه بشأنِ مشاركتها في جريمةِ الحصارِ. والدليلُ على جاهليتهم هو هذا الاجتماعُ الذي لم يؤثر في جبهتنا الداخليةِ، لكنه سيهددُ الأمنَ الاجتماعيَّ في بلادهم عندما يعودُ مواطنوها إلى القبيلةِ ككيانٍ فوقَ الدولةِ والقانونِ، ولن يستطيعوا الحديثَ عن عدمِ شرعيةِ هذا الأمرِ لأنهم أعطوه الشرعيةَ في رعايتهم لاجتماعٍ تفوحُ منه عفوناتُ الجاهليةِ. نعودُ إلى سموِّ الأميرِ المفدى، كمواطنٍ قطريٍّ كريمٍ وشخصيةٍ اعتباريةٍ ساميةٍ، لنقولَ (للأشقاءِ) إنَّ سموه هو الأميرُ والقائدُ والشخصُ الوحيدُ الذي لا نخالفه إذا قالَ، ونسيرُ خلفَ قامته الشامخةِ إذا سارَ، و له في نفوسنا أعظمُ تقديرٍ واحترامٍ، ولكلِّ ذرةٍ من ترابِ قطرَ الطاهرِ ولكلِّ واحدٍ منا موضعٌ في قلبه. فلا تظنُّ عقولكم الملوثةِ بالغباءِ، وقلوبكم المملوءةِ بالغدرِ والخيانةِ، ونفوسكم المشوهةِ بالكبرِ والغرورِ والجاهليةِ، أنكم قادرونَ على التأثيرِ مقدارَ ذرةٍ في التزامنا المطلقِ بدستورنا وبيعتنا لسموه، بل عليكم الكفُّ عن التمرغِ في الانحطاطِ الأخلاقيِّ والدناءةِ والسفاهةِ وسواها من أمورٍ تفوقتم فيها على مجمعِ الساقطين المسمى بالإعلامِ المصريِّ. وعليكم أنْ تعتذروا لقطرَ وشعبها عن الحصارِ وإساءاتكم لسموه كشخصيةٍ اعتباريةٍ ساميةٍ، وتعتذروا لسموه عن إساءاتكم له كشخصٍ مسلمٍ عربيٍّ لا يجوزُ لكم المسُّ به وبعرضه. وبعد اعتذاركم وإنهاءِ الحصارِ، يكونُ مبدأُ تميمٍ هو أساسُ التفاوضِ معكم، أي: الحوارُ القائمُ على احترامِ سيادةِ الدولِ وبلا إملاءاتٍ تتوهمونَ أنكم قادرون على فرضها علينا.