05 نوفمبر 2025

تسجيل

داعش والفرصة الإسرائيلية

03 أكتوبر 2014

في ظل انشغال العالم بمتابعة مايجري على الحدود العربية في الأراضي العراقية والسورية، يكشف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد لقائه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن اهتمام أمريكي — إسرائيلي بما أسماه الفرص الجديدة في الشرق الأوسط التي تلوح لإسرائيل. لن نتوقف عند شكر نتنياهو للرئيس الأمريكي على الدور الذي لعبته بلاده خلال حرب الـ 51 يوماً التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة والتي سقط فيها مدنيون أبرياء، كان الأجدر أن يأسف الرئيس اوباما على مقتلهم بدل أن يفخر بالمشاركة في هذه الحرب المخزية. ومع ادراكنا لحجم الضغط الذي يمارسه اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة وخطر الأجندة التي يجري وضعها على الطاولة الأمريكية — الإسرائيلية لمستقبل الشرق الاوسط، فإن مايدعو الى التوضيح من الجانب الامريكي هو مضمون البرنامج الذي تدارسه نتنياهو وأوباما لإحداث تغييرات في الشرق الاوسط، والذي نتذكر معه الدعوة الشهيرة لكونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية عام 2006 إلى شرق اوسط جديد، وليس بعيدا عن ذلك ماطرحه نائب الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن عام 2005 لتقسيم العراق. إن القادة العرب مدعوون اليوم لإعادة قراءة ماذكره رئيس الوزراء الاسرائيلي على مسامع الادارة الامريكية وطبيعة الدعوة الاسرائيلية لبناء ماسماه نتنياهو "برنامجاً إيجابياً لايجاد شرق أوسط أكثر أمناً وأكثر ازدهاراً وأكثر سلاماً". لقد أثبتت مجريات الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية، أن الغارات الجوية لقوى التحالف لم تمنع التنظيم عن اجتياح القرى العراقية والسورية، وتصفية المزيد من المدنيين في البلدين الذين يسقطون إما بفعل الغارات أو بفعل انتقام التنظيم، ومن هنا فإن الدماء التي تسيل اليوم على الحدود العربية سواء في العراق او سوريا لن تقضي على تنظيم الدولة الاسلامية، لكنها ستؤدي الى إضعاف الدولة في بغداد وإطالة أمد بقاء نظام الاسد في السلطة، وإعادة رسم الحدود العربية بإحداث فوضى تخلق شرق أوسط أكثر أمنا للدولة الاسرائيلية.