11 سبتمبر 2025
تسجيلهل للإنسان العربي أن يدرك أن الله كرم بني البشر وحرم قتل النفس بغير الحق، بل وفتح باب الإحسان بالعفو. هل أدرك الإنسان العربي أن مرض الإيدز سببه الشذوذ الجنسي، وأن المجتمع العربي يهجر لحم الخنزير، ويهجر الخمر، بل ويهجر المشروبات الغازية ويطلقون عليها "شركات الكيماويات". قامت المظاهرات احتجاجا على فيلم صهيوني أساء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يتحرك ساكن للعرب عندما أعلن أوباما أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل في حملته الانتخابية. ويتضاعف الخطر بظاهرة جديدة على المجتمع المصري وهي تهجير المسيحيين من أماكن إقامتهم، بناء على تهديدات من بعض عناصر التنظيمات الدينية، حدث هذا من قبل في الجيزة وهاهو يحدث في رفح وفي أسيوط. نعم التهجير القسري أو الإرادي جرى من قبل في مصر، ولكن أيام الاحتلال وأثناء الحروب، حدث في بعض الأماكن خاصة قناة السويس والإسماعيلية أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث كانت الطائرات الألمانية تغير على المعسكرات البريطانية وعلى قناة السويس، وأثناء الاحتلال البريطاني لمصر كانت هناك هجرة بينية من حي إلى آخر هروبا من الحصار الذي يفرضه الاحتلال البريطاني، وحدث التهجير لمواطني مدن القناة في حرب 1967 لحرمان العدو الإسرائيلي من استخدام قصف المدن والمدنيين والمصانع، حتى أن مصانع عديدة نقلت من منطقة القناة إلى الغرب بالمنصورة وكفر الدوار ولم تعد إلى المنطقة بعد ذلك. أي ارتبط التهجير لكل المصريين وليس لعنصر دون الآخر، بالاحتلال الأجنبي والعدوان الخارجي، فهل بيننا صهاينة أو أجانب غير مصريين يفرضون تهجير على الهوية من مكان إلى آخر دون رادع لهم. ظاهرة جريمة لا يمكن أن يتجاهلها مجتمع أو تنكرها سلطة، والأخطر عندما تقع على الحدود مع العدو الصهيوني، والسؤال الذي يتكرر من يفعل هذا؟ ولمصلحة من؟ ومن أفتى له بجواز العدوان على حرمة مواطن أيا كان دينه؟ إلى أين هم ذاهبون بالمجتمع؟ وهل الصمت والإنكار والتجاهل هو الحل؟ ثم ما معنى أن يكون الملجأ إلى الجيش ليحمي أسر هم مواطنون. حرم الإسلام هذا، فهل لهؤلاء من الإسلام شيء؟ يتعاظم الكابوس الأسود على صدر الوطن، ويعلن شيخ سلفي أنه التقى مع مرشح الرئاسة في مصر أحمد شفيق بمنزل الأخير ليلة إعلان النتيجة لترتيب الأمور حال فوزه بمنصب الرئيس، وذلك بعد أن نفى اللقاء وبإصرار وهو ضاحك على شاشة التلفزيون، ويطلق هذا الشيخ تصريحا يتهم فيه قيادات من الإخوان أنهم قادوا البلطجية لمواجهة المتظاهرين في وقائع ملحمة مجلس الوزراء عندما كانت المظاهرات ترفض تعيين الجنزوري رئيسا للوزراء. أليس من الواجب أن تتناسب الوسائل شرفا مع الأهداف النبيلة؟ لن تكشف الغمة عن إرادة الوطن بهؤلاء الذين ينظرون للخلف ويتحركون بظهورهم للأمام، ولن تتوقف مخاطر فتاوى الفتنة بغير حركة للأمام بكامل الإرادة وعيوننا على المستقبل ويقيننا أننا نستطيع أن نخلع العجز عن أنفسنا. إرادة بناء المستقبل هي العاصم من الاستغراق في الماضي للهروب من العجز، وهي الطريق الوحيد لتجنب إراقة الدماء بين أطياف الوطن الواحد، فدماء الحرب الأهلية ستكون الناتج الوحيد للعجز وعدم استرداد الوعي.