17 سبتمبر 2025

تسجيل

التنمية الذاتية والتعليم

03 سبتمبر 2023

بدأ العام الدراسي الاسبوع الماضي بعد إجازة تجدد فيها نشاط الكادر التعليمي والطلبة والطالبات في كل المراحل الدراسية، وتَخرج كثير من الطلبة من الجامعات لينضموا لصفوف الموظفين والمساهمة في بناء الدولة، والبعض الآخر يدخل لأروقة الجامعات ليزداد علماً ومعرفة ليكمل مسيرة العلم الذي سيطبقه في حياته العملية فيما بعد، وبلا شك تحاول وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي خلق بيئة مثالية للطلبة من خلال اختيار الكادر التعليمي وتأهيله بما يتناسب والطرق الحديثة للتعليم ليستفيد الطالب ويحقق طموحه ويخدم ذاته وبلده في المستقبل. نعلم أن التربية والتعليم في الوقت الحالي تواجه تحديات كبيرة خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت تسحب البساط من المعلم وتقوم بدور نشر المعرفة وبطريقة سلسة وبعيدة عن الروتين والتقييد بأوقات معينة وغيره من الاشتراطات التي تحد الطالب بأوقات معينة لتلقي التعليم وبطريقة مهما تطورت تظل تقليدية لا تخلو من تلقين المناهج للطالب مما قد يصيب البعض منهم بالملل من الحصص الدراسية فيحاول بعض الطلبة التسرب من الحصص الدراسية بكثرة الغياب أو إثارة المشاكل في الصف الدراسي، ولهذا يجب أن تكون بيئة المدرسة جاذبة للطالب، وقد لفت نظري حملة أطلقتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تحت وسم مدرستي بيتي الثاني، وتواجدت الوزارة من خلال تلك الحملة في بعض المجمعات التجارية وأقامت فعاليات للأطفال محاولة إبقاء الطلبة على تواصل مع المدرسة حتى في وقت الإجازة مع إقامة فعاليات وأنشطة ممتعة بعيداً عن الحصص الدراسية، وهي مبادرة طيبة ربما تُحبب الطلبة بالمدرسة وهنا يأتي دور القائمين على المدارس من مدراء ومعلمين بالعمل على هذا المبدأ من خلال معاملتهم مع الطلبة خلال العام الدراسي، فالطالب يقضي معظم النهار في المدرسة بعيداً عن عائلته، لذلك يجب أن يكون الكادر التعليمي بمثابة أهله ليشعر فعلاً بأن المدرسة بيته الثاني، فمعاملة المدرس هي من تحدد تَعلق الطالب بالمنهج والمدرسة بشكل عام، وإذا ما كان المعلم مُحفزاً، متفهماً، يعطي الطلبة وكأنهم أبناؤه، ويسعى لتطويرهم أولاً ومن ثم يعلمهم العلوم فسينعكس ذلك على الطلبة وسيحبون بيئة المدرسة، كما أن مهمة المعلم يجب أن لا تقتصر على تقديم المنهج فقط، وتكليف الطلبة بالواجبات والتقيد بدرجات الامتحانات بل يجب أن تتوفر مهارات في المدرس منها القدرة على تنمية ذات وشخصية الطالب وهنا يأتي تخصص التربية، فأن يعتقد المدرس بأن واجبه ينحصر في حشر المعلومات في عقول الطلبة فقط فهو اعتقاد خاطئ، بل على العكس المدرس يجب أن يصادق الطلبة ويعرف بواطن القوة والضعف عند كل طالب وينميها ويقويها ويحفزه وربما هذه الطريقة اقرب للطريقة الأمريكية في التعليم والتي تصب الاهتمام على تنمية شخصية الطالب واكتشاف مواهبه لأن الطالب مهما كان ذكياً ويحصل على درجات عالية وعانى من شخصية مهزوزة أو غير واثقة وسوية فإنه لن يحقق النجاح المطلوب منه في الحياة في مستقبله، فتنمية شخصية الطالب وتعليمه التعبير عن أفكاره وأصول الحوار ومشاركته في فعاليات المدرسة وتعزيز ثقته في نفسه وإشراكه في الأنشطة المتنوعة وتعليمه احترام الثقافات الاخرى ونبذ التنمر وعقوباته وتدريبه على العادات المجتمعية الحسنة وتخصيص وقت للتعود على الصلاة وغيرها من القيم الإسلامية والإنسانية والمجتمعية توازي التحصيل العلمي والمنهج الذي يُكلف به المعلم. للمدرسة دور كبير في تنشئة الجيل الجديد باعتبارها البيت الثاني ويتساوى دورها ودور الأسرة في تقويم سلوكيات الطالب وتكوين شخصيته وإبراز مواهبه كما يجب أن تكون العائلة مؤهلة لتربية الأبناء يجب أن يكون المعلمون مهيأون لتعليم وتربية الطلبة وإلا سينشأ جيل ربما يكون ناجحا أكاديميًا ولكن سيكون ساقطا أخلاقياً وسلوكياً وليست لديه مهارات ولا مواهب تسنده! كل التوفيق نتمناه للطلبة والطالبات في العام الجديد وكل التقدير والأمنيات بالنجاح نتمناه للكادر التعليمي في مهمته الشاقة والشريفة وكل الاحترام لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لحرصها على تقديم خدمات علمية وتربوية على أعلى مستوى ومبادراتها القيّمة لإنجاح مسيرة التعليم والنهضة.