13 سبتمبر 2025
تسجيلبعد العدوان الإماراتي على الجيش اليمني في عدن، أصبح واضحاً أن أبوظبي والرياض لا تخوضان حربهما حباً في اليمن وشعبه، ودعماً لوحدة أراضيه وحكومته الشرعية، وإنما بهدف تقسيمه و خلخلة نسيجه الاجتماعي تمهيداً لاستعمار أجزاء منه بواسطة العملاء المحليين، والاحتلال العسكري المباشر لأجزاء أخرى. وسنقرأ بعض الصفحات السود للبلدين في عالمنا العربي والإسلامي. ❶ قطر وعُمان: كان الأجدى لقيادة الرياض أن تستثمر انتصارات الجيش اليمني في عدن لاستعادة جزء ضئيل من احترام ومحبة العرب والمسلمين لها، لكنها لم تفعل. وهذا يشير إلى هيمنة أبوظبي على كثير من الأشخاص النافذين الذين يحيطون بهذه القيادة. وهذا يعني أن الرهان على موقف سعودي عقلاني يصب في مصلحة المملكة والعرب هو رهان خاسر. ولذلك، تعمل قطر وعُمان على بناء استراتيجياتهما المستقبلية على أساس الإعداد والاستعداد الدائم لمواجهة تهديد إماراتي سعودي محتملٍ ، من خلال تعزيز مسيرة الديمقراطية، وترسيخ الهوية الوطنية ذات الركائز الإسلامية والعربية والإنسانية، وتطوير الأجهزة الأمنية، وتحديث القوات المسلحة، وبخاصةٍ سلاح الجو لمواجهة احتمال استثمار الإمارات لخبراتها المكتسبة من جرائم سلاحها الجوي في اليمن للقيام بمغامرة بائسة ضدهما. ❷ الأردن: قيادة الرياض تتلاعب باستقرار الأردن من خلال ضغطها عليه ليتخلى لها عن الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، لتتمكن من التخلي عن الأقصى المبارك للصهاينة بدعم ومباركة من جيش الكهان الذين كان الناس يسمونهم بعلماء المملكة حتى وقت قريب. ورغم الضغوط الهائلة، فإن القيادة الأردنية لن تقبل بذلك لأنه سيكون الباب الذي تهب منه رياح الخراب الإماراتية السعودية التي تهب على بلدان عربية أخرى. ومن منطلق التزامنا، نحن الشعوب العربية والإسلامية، نحو فلسطين ومقدساتها فعلينا دعم الموقف الأردني في هذه القضية بما نستطيع إعلامياً وسياسياً واقتصادياً. ❸ سوريا: الجميع يعرفون أن قيادتي أبوظبي والرياض شاركتا النظام الأسدي في استباحة سوريا وشعبها منذ انطلاقة الثورة السورية سنة 2011م، وأنهما تمارسان اليوم دورهما المعتاد في تقسيم الدول. فالوزير السعودي: ثامر السبهان يكاد يتواجد بصورة دائمة في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الأكراد في شمالي سوريا مقدماً لهم الدعم المالي والعسكري والسياسي، مما يجعلنا نصر على وحدة سوريا تراباً وشعباً، ويدفعنا لفضح المخططات الإماراتية السعودية لتقسيمها. ❹ ليبيا والجزائر: رغم الدعم الإماراتي السعودي الهائل للزعيم الميليشياوي العميل: خليفة حفتر، فإنهما فشلتا في جعله ينتصر على الحكومة الشرعية في طرابلس. ولذلك، تعملان على تقسيم ليبيا إلى ثلاثة أقاليم، وكانتا ستنجحان لولا الموقف الجزائري الرافض لمخططاتهما، فأخذتا تتآمران على وحدة الجزائر نفسها بالتلاعب بالورقة القومية العربية - الأمازيغية فيها. لكن الشعب الجزائري أعظم وطنيةً وثقافةً وتحضراً من أن يستجيب لمؤامراتهما ودسائسهما على بلاده والبلاد المجاورة. ❺ باكستان والهند: نحن لسنا ضد الهند، دولةً وشعباً، ولكن المطلوب منهما الالتزام بالاتفاقات الدولية بشأن إقليم كشمير ذي الغالبية المسلمة، ونساند باكستان في دفاعها عن أمنها واستقرارها. لكن أبوظبي والرياض تريان غير ذلك، وتحاربان قضايا المسلمين في كل الدنيا كحالهما في دعم الموقف الهندي لدرجة أن ولي عهد أبوظبي لم يجد مناسبة أخرى لمنح أرفع وسام إماراتي لرئيس الوزراء الهندي إلا بعد تخلي الهند عن التزاماتها بشأن كشمير. ❻ العداء العربي لقيادة أبوظبي: لم تكد أنباء العدوان الإماراتي تنتشر عبر القنوات الفضائية، حتى برزت الصورة الحقيقية للإمارات كدولة تمارس الجريمة الممنهجة ضد الدول والشعوب. وكان ملفتاً حجم العداء الشعبي العربي والإسلامي لقيادتها، فقد نشر ضاحي خلفان، المعروف بجامع ريش الدجاج، تغريدةً دعا فيها إلى قطع علاقة بلاده باليمن، وإذ بطوفان من تعليقات العرب والمسلمين يدعونه فيها إلى مطالبة بلاده بقطع العلاقات مع بلادهم. وهذا يعني أن الإمارات لم تفقد تأثيرها ومكانتها لدى الشعوب فحسب، وإنما انتقلت لتصبح تهديداً عظيماً لآمالها في الاستقرار والأمن والنهضة. أي أن قيادة أبوظبي أدخلت بلادها في دوامة من المخاطر الأمنية المستدامة التي لن تستطيع مواجهتها بالمال الحرام واصطناع العملاء. [email protected]