18 سبتمبر 2025
تسجيلما يقرب من نصف سكان الدول العربية في حدود 20 عاماً ما يترجم إلى توافر قوة بشرية مستدامة تمتلك طاقات ضخمة لديها قدرة المساهمة في تحقيق التنمية، لكون الشباب عماد المستقبل. تحدي جوهري يواجه الشباب في العالم العربي وتحديداً انتشار البطالة بينهم في ظل ظروف اقتصادية وأمنية وسياسية غير إيجابية. ظاهرة البطالة مقلقة في السعودية والبحرينالتحدي الديمغرافي يعمق من حجم المشكلة، حيث يبلغ عدد سكان الدول العربية بصورة مجتمعة في الوقت الحاضر نحو 365 مليون نسمة، والرقم مرشح للوصول إلى 500 مليون بحلول عام 2025 على خلفية النمو السكاني. تبلغ نسبة البطالة بين الشباب في العالم العربي نحو 30 بالمائة من مجموع القوى العاملة أي أعلى بكثير من المتوسط العام للبطالة في الدول العربية وقدره 17 بالمائة. وحسب منظمة العمل الدولية، متوسط البطالة بين الشباب على مستوى العالم عبارة عن 13 بالمائة ما يعني بأن البطالة بين الشباب العرب أعلى بكثير من المتوسط الدولي. أمر مقلق وقوف أرقام البطالة في بعض الدول العربية عند مستويات خطيرة خصوصاً عند الإناث. في اليمن على سبيل المثال، يوجد تصور بأن نصف القوى العاملة من دون عمل رسمي بسبب الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد منذ مارس 2015، بل إن جل العاملين مرتبطون بالقوى الأمنية والعسكرية. يعمل عدد ضخم من اليمنيين في قطاع العمل غير النظامي أو غير المهيكل. يضاف لذلك ارتباط نسبة كبيرة من العمالة اليمنية خارج البلاد لأنهم يقومون بإرسال الأموال بصورة منتظمة إلى أحبتهم في الوطن الأم والتي تعد مهمة في هذه الفترة الحرجة. كما تنتشر البطالة في موريتانيا حيث تبلغ 31 بالمائة. أيضاً، تعتبر البطالة معضلة كبيرة في مصر حيث تتكون من رقمين. في المقابل، البطالة في أوساط القوى العاملة الوطنية شبه غائبة في بعض دول مجلس التعاون الخليجي مثل قطر والإمارات. لكن توجد بطالة مقلقة بين الشباب في كل من عمان والبحرين والسعودية. تشكل البطالة في أوساط الشباب هدراً وتعطيلاً للطاقة. بمقدور الشباب المسلح بأحدث ما وصل إليه العلم الحديث المساهمة في تطوير الاقتصادات المحلية من خلال العمل وهم في سنوات العطاء. كما تزداد المعضلة مع الأخذ بعين الاعتبار بأن بطالة الشباب منتشرة بشكل نوعي بين الإناث. المعروف عن الإناث تفوقهن في التحصيل العلمي عبر تحقيقهن أفضل المعدلات. المثير للدهشة بأن البطالة منتشرة في أوساط الشباب العربي رغم عدم انضمام نسبية كبيرة من المواطنين إلى سوق العمل. يعتقد بأن ثلث المواطنين العرب منظمين لسوق العمل أي أقل من المستويات السائدة في بعض الاقتصادات الأخرى. يتواجد نصف الشعب الأمريكي ضمن القوى العاملة. ضعف المشاركة في سوق العمل في العالم العربي له أسبابه بما في ذلك النمو السكاني المرتفع نسبيا، حيث الكثير خارج سوق العمل بسبب صغر السن. لا غرابة، يوجد رابط بين البطالة والفقر بل إن البطالة هي سبب الفقر، فأكثر الفقراء في الوطن العربي هم من العاطلين، نظراً لكونهم حيث يكسبون أموالاً ضئيلة لا تتعدى بعض الدولارات في اليوم الواحد بالكاد تكفيهم لسد حاجياتهم الضرورية. يعتقد على نطاق واسع بأن انتشار البطالة في أوساط الشباب أسهم في ظهور الربيع العربي انطلاقاً من تونس. بل إن الشرارة التي أطلقت الثورة في تونس كانت بسبب العمل في القطاع غير النظامي عندما لم يتم السماح لمحمد البوعزيزي بممارسة العمل فقام بحرق نفسه والبقية تفاصيل معروفة على مستوى العالم العربي. [email protected]