15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تعتبر الكتابة النقدية مهمة صعبة وعلم يستند إلى أصول، وليس مجرد مهنة من لا مهنة له! فالناقد التشكيلي هو بمثابة القاضي الذي يحكم بتطبيق ذكي لقانون العدالة، ليفسر الأجزاء الداخلة في العمل الفني بحيث يمد المتذوق بضوء يرى فيه بصورة أعمق وأوضح وليتحقق ذلك بأبهى صورة ينبغي أن يمتلك شروطاً تمكّنه من إصدار حكمه التقييمي على العمل الشاخص أمامه فلا بد أن يمتلك الذوق والتاريخ والخبرة الفنية، إضافة إلى القدرة على البناء اللغوي وطلاقة التعبير وأن يكون محايدا لا متعصباً وأن يكون مطلعا على الثقافات الأخرى ووعى شمولي بقضايا الفكر الإنساني ومشكلات عصره. وأن يبنى أحكامه أيضاً على ضوء المتغيرات التي تعترض حياتنا الإبداعية، متمكناً من مزج ثقافتي الماضي والحاضر برؤية مستقبلية لأمور الإبداع، كما يفترض أن يتصدى للنقد من يتحلى بالبصيرة الثاقبة والحضور الوجداني، فالأعمال الفنية المؤهلة للتقييم هي نتاج حضاري وإنساني، لذا فهي تحتاج إلى من يحمل تلك المؤهلات القوية التي تمكنه من الإسهام في حفظها ورعايتها والارتقاء بها من خلال حكم معبر عن كينونتها وواقعها فيقدم العمل الإبداعي للجمهور ضمن آلية مكتوبة أو منطوقة تساعد على قراءته وتذوقه وببصيرة وموهبة ولمحة سريعة يرى مالا يراه أي شخص عادي كما يدفع الفنان ويلفت انتباهه نحو أبعاد جديدة. ولا يكون لقب الفنان إذا لم يقيم عمله ناقد فني، فهو من يقرر جودة العمل ولذلك تحرص دول العالم على وجوده لمنع التخبط وإفلات الموازين . وهنا تعتبر الإجابة عن الأسئلة المطروحة مهمة في توثيق الأعمال الفنية، وهذا لن يتم الأمن خلال ناقد فني مؤهل للتنقيب عن الاتجاهات الأصيلة في الفن وتشجيعها لخدمة الحركة الفنية والعمل على تطويرها. لكن للأسف الآن نعيش زمناً انقلبت فيه الكثير من المعايير فرأينا من يستسهل العملية النقدية، فيقدم عليها بجرأة بالغة فيطعن في الأعمال أو يعلي من شأنها بمزاجية فيسهم في شيوع الجهل بما يتعلق بالحراك الإبداعي، كما يسهم عمداً أو جهلاً في إطفاء جذوة الإبداع الحقيقي لدى بعض الفنانين من خلال نص أو تغطية صحفية.