13 سبتمبر 2025
تسجيللو تخيلت بينك وبين نفسك أموال الدول والشعوب وممتلكاتها المنهوبة في العالم العربي والإسلامي كم من التلريونات تبلغ لا شك بأنها أرقام فلكية أو أنها جبال شاهقة تفوق جبال الهملايا لا تستطيع الآلة الحاسبة أن تتسع ذاكرتها لها لكي تعدها ولو عملت منها طريقا لربما تصل إلى مثلث برمودا ؟؟ وكم من الثروات المنهوبة ذهبت أسرارها وأرقامها السرية مع رحيل من استولى عليها وخاصة من يأتيهم الموت الفجائي الذي هو من سمات هذا العصر ولم يبوحوا بأرقامها السرية لأحد أو كم تبلغ أو هي أين ؟؟ وأصبحت أموالا مجهولة المصدر غنيمة للبنوك الخارجية والتي تكون سعيدة إلى أبعد الحدود فأهلها لا يستطيعون تحويلها إلى الآخرة و يأخذونها معهم ولا هم تركوها للشعوب بل تحملوا أوزارها فكم هو وزرها ثقيل ؟؟ كذلك لو تخيلت العقارات والأراضي المسروقة ومختلف أملاك الدول الأخرى لبلغت مدنا كبيرة وأراضي شاسعة ومزارع وشاليهات لها أول وليس لها آخر و مَن من الناس يعلمون بأن هذه الأفعال مجرمة في دينهم ولها عقاب عسير غير يسير يُنسي المرء كل متع الدنيا قاطبةً ؟؟ فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن يختل ميزان العدل بين الناس ويرجح كفة على أخرى فيجب أن يوزن بالقسطاس المستقيم ويُعطى كل ذي حقٍ حقه فيعيش الجميع في خير وسعة في الرزق و في أمن وأمان، فإذا علم الإنسان أنه لن يأخذ معه لا درهم ولا دينار عندما يغادر الحياة الدنيا إلى غير رجعة فلماذا يُعطل مؤشر الحلال والحرام عنده ويجعل ضميره في سبات عميق ؟؟ وخاصة أُناس والحمد لله غير محتاجين وأعطتهم الدول فوق حقهم من مناصب وامتيازات ومكانة اجتماعية وأشياء و أشياء قد لا نعلم بها و فوق كل ذلك لا يشبعون فصفة الطمع والجشع صفة سيئة من صفات الإنسان، كذلك لماذا في كثير من الدول غير الإسلامية لا نرى مثل هذه التصرفات فهل عندهم لا أحد فوق القانون كائنا من كان وقانون من أين لك هذا المفعل عندهم والمُعطل في عالمنا العربي هو السبب فهم لا يتركون لأحد الحبل على الغارب ليتمادى بل لديهم جهاز رقابي يراقب كل شاردة وواردة ويحصي كل شيء بكل دقة متناهية ولا يترك كل شيء للظروف. فكم واحد في عالمنا ذهب بغنيمته وأفلت من العقاب أو وقف القانون ضعيفا ذليلا أمامه لمركزه الاجتماعي وكان ذلك مبررا للآخرين للقيام بنفس الأفعال فمن أمن العقوبة كما يقولون أساء الأدب. فعندهم يحققون مع موظف كبير أو صغير وزير أم رئيس وزراء الأمر واحد ونحن رأينا ذلك في إسرائيل فلا حصانة لأحد من القانون، أما في عالمنا أكثر سُراق أملاك الدول لهم شبكات عنكبوتية من السُراق من حولهم تؤمن لهم المصداقية والنزاهة والشرف ومن كاتمي الأسرار وإلا لماذا عندما ينتقل المسؤول لا ينتقل إلا بشبكته بصورة متكاملة ؟! وآخر الكلام: كم من الناس تراهم اليوم ذوي مكانة اجتماعية كُبرى ولهم أسماء رنانة ويسكنون القصور ويركبون السيارات الفارهة وأرصدة ضخمة لديهم في البنوك و شركات في سنين قليلة فليس هناك جواب لهذا السؤال إلا من أين لك كل هذا ؟؟ وكم أعجبتني شفافية فخامة الرئيس التونسي قيس سعيد عندما ناقش أحد وزرائه أمام وسائل الإعلام بسبب حادث لسيارة بالوزارة فعلته ابنته وتم إخفاء أوراق محضرها ! [email protected]