23 سبتمبر 2025

تسجيل

غزو الكويت.. إن في ذلك لذكرى

03 أغسطس 2020

تشكل الذكرى الثلاثون لاحتلال دولة الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990 حدثاً مفصلياً في تاريخ الأمة العربية وما تبعه من تطورات تعد ذكرى يجب التوقف أمامها لاستخلاص الدروس المستفادة، خاصة أن المنطقة ما زالت تعيش تداعيات ذلك الغزو الغاشم الذي قام به رئيس العراق آنذاك صدام حسين. ورغم إدراكه أن العالم لن يقبل احتلال دولة من جانب جارتها بمنطق القوة العسكرية والتفوق البشري فإن نظام صدام حسين ارتكب حماقة كشفت الشعارات الزائفة حول القومية والوحدة العربية التي هدمها يوم أن قرر دخول قواته دولة الكويت والاعتداء على سيادتها وهدر أرواح أبنائها. ولم تتردد دولة قطر منذ ذلك التاريخ في اتخاذ موقفها الصريح الذي يدين العدوان وانحازت للشرعية واحترام سيادة دولة الكويت وبذلت من دماء أبنائها ووضعت كافة إمكاناتها خلف قيادة دولة الكويت حتى عاد الحق لأصحابه وتحررت الكويت وعاد الوطن لأبنائه. غزو الكويت من جانب جارة شقيقة كان جرحاً غائراً في جسد الأمة العربية وليس في الخليج فحسب، حيث كشف عن نظام لديه أحلام توسعية سرعان ما تبددت حين حشدت دبلوماسية الكويت الرأي العام العالمي لإجلاء المحتل واستعادة السيادة الوطنية. لم يفلح صدام حسين في إقناع شعبه أو الشعوب العربية بشعاراته الزائفة، فضلاً عن الرأي العام العالمي الذي انحاز للشرعية وما زال ينحاز لسيادة الدول ويرفض منطق الاحتلال وفرض القوة والاعتداء على سيادة الدول. وما أشبه الليلة بالبارحة، فرغم مرور ثلاثة عقود على تلك الخطوة المتهورة ما زالت أحلام التوسع تراود أنظمة قمعية لم تتعظ من تسبب نظام قمعي بائد في انهيار بلاده وتخلفها ومعاناة شعبه بعد رحيله، ورغم معاصرة تلك الأنظمة للخطوة المتهورة التي قام بها صدام حسين قبل ثلاثين عاماً، فإنها سعت لتكرار حماقاته بمحاصرة دولة قطر تارة وبمحاولة قلب الشرعية في تركيا وليبيا وبعض الدول تارة أخرى. الدرس الذي على الأنظمة القمعية أن تعيه هو أن تحرير الكويت حرر معه العقل العربي من وهم الشعارات البراقة الزائفة التي كشفتها الأطماع التوسعية ومحاولة الانقلاب على الشرعية وانتهاك سيادة الدول، كما أن آلة الدعاية الزائفة لتلك الأنظمة لم تعد تصمد أمام قوة إرادة الشعوب مثلما انهارت أمام دبلوماسية الكويت التي نجحت في حشد الرأي العام العالمي من أجل تحرير الوطن.