22 سبتمبر 2025
تسجيلمتى تدرك الإمارات أن من يخلق الأزمات سيسقط في أتونها، يبدو واضحا أن سياسة أبوظبي منذ حصار قطر 2017، لا تراعي علاقات الجوار، كما أنها سياسة متناقضة، فبين عشية وضحاها، انفتحت تجاه إيران، بعد أن كانت بالأمس تكيل لها الاتهامات، لتعود اليوم لتبرر أن التقارب مع طهران حق سيادي، بينما تنكر هذا الحق على قطر، تناقض أبوظبي ينسف مطلب دول الحصار بأن تقوم قطر بخفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران. الإمارات لم تعد منسجمة مع نفسها ومحيطها الخليجي والعربي، فعلاقات حسن الجوار مبدأ نبيل في العلاقات بين الدول، لكن أبوظبي تستغله ليس من أجل مصالح الشعوب، وإنما وسيلة لتبرير الهروب من الفشل والهزائم جراء تدخلها في الشؤون الداخلية للدول وفي حرب اليمن التي خلفت أكبر مأساة إنسانية في العالم، متناسية كل ذلك لتتحول إلى تواصل مع إيران بشأن حرية الملاحة وأمن الخليج، وكانت بالأمس تتهمها بأنها وراء تفجير ناقلات في الفجيرة، كل ذلك يدل على ارتباك في السياسة الخارجية للإمارات وتناقض مواقفها إزاء جوارها وقضايا المنطقة، لأن أمن الخليج مسؤولية دوله، لكن سياسة أبوظبي وحليفتها الرياض تهدد وحدة مجلس التعاون آخر منظومة للعمل المشترك في المنطقة. تبدل مواقف أبوظبي المفاجئ أربك حليفتها الرياض وهذا ربما يدفع الأخيرة إلى إعادة النظر في كثير تفاهمات وتحالفات سابقة مع جارتها، لكن الأهم من ذلك كله متى تدرك أبوظبي أن السياسة العرجاء تقود إلى الفشل وغضب الشعوب؟.