13 سبتمبر 2025

تسجيل

عن الاختلاف

03 أغسطس 2015

يعد موقع (Good reads) على الإنترنت، أحد المواقع المهمة بالنسبة لقراء الكتب، خاصة الروايات، حيث يضع المشتركون فيه، ما قرأوه، ويعلقون عليه، وربما يقتبسون مقاطع معينة أعجبتهم في كتاب، ويضعونها لمشاركة الآخرين فيها، وقد درجت على زيارة هذا الموقع من حين لآخر، نوعا من التواصل مع القراء، ومعرفة الآراء المتباينة في أعمالي الشخصية، أو أعمال لكتاب آخرين، قرأتها وكونت عنها رأيا. وقد أعجبني أن الكتب توضع بترجماتها المختلفة، ويكتب كل قارئ حسب لغته أو اللغة التي قرأ بها الكتاب. المهم في هذا الموقع الجيد، أن اسم الكاتب لا يهم كثيرا، وإنما نصه الذي يطرح، ويمكن لأي قارئ مهما كان صغيرا، أو متواضع القراءة أن يدلي برأيه فيه بكل حرية، قد يتفق مع كثيرين، وقد يختلف مع كثيرين، ولكن يبقى الرأي موجودا، ويمكن أن يطالعه قارئ آخر، أو يطالعه الكاتب نفسه، إن مر بذلك الموقع، وقد نالت روايات شهيرة مثل مئة عام من الكوليرا، لجابرييل ماركيز، وحفلة التيس، لماريو فارجاس يوسا، وروايات لاستيفن كينج، حظا من القراءة والتعليق، بجميع اللغات التي ترجمت لها، بينما أعمال أخرى، لم تحظ إلا باهتمام قليل. ولعل ذلك ناتج من الشهرة التي تحظى بها تلك الأعمال، وأنها تدفع القارئ لاقتنائها ومن ثم الإدلاء برأي حر فيها، في ذلك الموقع المهم. ما يبين اختلاف الأذواق، أو اختلاف توجه القراءة وعمقها، هو أن تجد رأيا إيجابيا بصورة مدهشة، لكتاب مثل: ذكرى غانياتي الحزينات، لماركيز، يقابله رأي سلبي بطريقة غريبة لنفس الكتاب، واتهام للروائي العظيم. بأنه تعب، وما كان يجدر به أن يكتب هذه الرواية، وهو الذي كتب مئة عام من العزلة، والحب في زمن الكوليرا، وأحداث موت معلن. وشخصيا من الذين كانوا سيدلون بذات الرأي السلبي، غير المعجب إطلاقا، بتلك الرواية، التي أعتبرها ناتجة عن إرهاق شديد، أكثر منها نصا جديرا بالقراءة. الأعمال العربية أيضا لها حظها من الوجود في ذلك الموقع، مع انتشار الإنترنت، وظهور أجيال جديدة، تفضل القراءة الإلكترونية، أكثر من القراءة الورقية، أو تطرق الشبكة الفضائية باستمرار، وأكثر الكتب التي تحظى بالتعليق، هي القائمة السنوية، لجائزة البوكر العربية، ويبدو أنها حدث ينتظره القراء سنويا، رغم أنها في رأيي الشخصي، ليست معيارا لجودة النص الذي يدخل تلك القائمة، ولا معيارا لرداءة نص لم يدخلها، وهي أيضا خاضعة للذوق الخاص للجنة التحكيم التي تجيز هذا، وترفض هذا. هذه القائمة، يبدأ القراء بإدراجها في الموقع بمجرد ظهورها، وتبدأ التعليقات فيها، ومن الطريف أن الروايات التي تحصل على الجائزة السنوية، في معظمها لا ترضي القراء، وتجد كل قارئ، يختار روايته، ويصفها بأنها هي الرواية التي كان من المفترض أن تحصل على الجائزة. بالنسبة لي، دائما ما أهتم برأي القارئ، مهما كان حجمه، ولذلك لم تغضبني بعض الآراء السلبية التي وجدتها عن بعض أعمالي، رغم بعد أغلبها عن الموضوعية، اعتبرتها ظاهرة طيبة أن يهتم أحد بكتاب أصدرته.