09 سبتمبر 2025
تسجيلحين يجتمع العطاء والإصرار على بثه بكل أشكاله في كل زاوية من زوايا المعمورة في ذات القالب، وحين نلامس حبا حقيقيا لإتمام تلك المهمة دون كلل أو ملل، فلا شك أننا أمام ذاك القلب، الذي يفيض بالبر والإحسان دون توقف، وما يحفزه على الالتزام بذلك هو حرصه على رمي سهامه نحو كل ما يسهم بتغيير ما حوله للأفضل، وإنها لكثيرة تلك القلوب، التي تسعى إلى تحقيق ذلك، وندركها من خلال لافتة «لا حدود للعطاء»، وتميز حاملها على الدوام، ولعل آخر من قابلته ويؤكد على صحة كلامي، هو الدكتور يوسف علي الكاظم رئيس الاتحاد العربي للعمل التطوعي، الذي لامست فيه كل ما قد سبق ذكره من خلال الحوار الذي أجريته معه، ونُشِرَ غرة هذا الأسبوع على صفحات جريدة «الشرق» الموقرة، وبصراحة فإن ما أدركته من شغف وتعلق بذاك المدعو (عطاء) قد أبهرني، خاصة حين مال الحديث نحو مشروع «المتطوع المتقاعد»، الذي تدور فكرته حول إعادة توظيف خبرات المتقاعد ضمن مسار تطوعي يحقق الغاية المرجوة منه. الجميل في الموضوع أن تنفيذ هذا المشروع سيعود بنفعه على الجميع، وعلى رأس القائمة المتطوع ذاته؛ لأنه سيجد فيه ما سيتولى شحن طاقاته؛ ليوجهها نحو المسار المُناسب دون أن تُهدر. إن ما أتحدث عنه ويتناوله هذا المشروع هو تأصيل مفهوم العمل التطوعي، كقيمة إنسانية تسهم في نشر ثقافة العطاء، التي تهدف إلى تطوير مجال العمل التطوعي؛ لتمنح المجتمع حقه المشروع من النمو والازدهار، ومما لا شك فيه أن ما يترتب على ما سبق ذكره سيعود بنفعه على قطر التي لا تستحق منا سوى الأفضل. يوسف الكاظم أحسنت صنعا وصنعك الذي أحسنته يتجلى من خلال ابتكار هذه الفكرة والسعي في سبيل تنفيذها على أرض الواقع رغم وجود التحديات، التي تؤخر تحقيق ذلك، ويكفيك منا أن نؤكد على حقيقة أن الشوط الذي قطعته قد وصل بك إلى نقطة سيدرك معها الجميع عظيم ما تسعى إلى تقديمه لمجتمعك ولكل من فيه، وعليه واصل وستصل بإذن الله. ويبقى السؤال ويبقى السؤال الذي سأطرحه ولا أخشى طرحه مرة أخرى: ما الذي يحدث مع مشروع «المتطوع المتقاعد؟ وهل مات قاعدا؟ أم أنه على قيد الحياة وسيجد من يُنعشه؛ لينهض ويباشر ما قد وُجد من أجله؟ إن ملاحظة وملاحقة ردود الأفعال حيال ما قد تم طرحه مهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، فعظيم أجرها يحثنا على الالتزام بها مرات ومرات وبكل حب؛ لذا سنتابع وسنرى إلى أين ستصل بنا الأمور؟ وأخيرا لربما لم أذكر هذه الكلمات من قبل، ولكن توجب علي فعل ذلك، وهي هذه التي ستكون على النحو التالي: إن فكرة «المتطوع المتقاعد» شامخة جدا، وقد أجبرت قلمي على الانحناء أمامها؛ لتبني حق الحديث عنها وبكل فخر؛ لتُعرف وتُباشر حقها المشروع بالانطلاق، وحتى يكون لنا ذلك، فليوفق الله الجميع.