10 سبتمبر 2025
تسجيلانتشر في الأسبوع الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع للكاتب العماني علي بن مسعود المعشني معلقا على حرارة الصيف، وحرارة دول الخليج التي وصلت لها بعضها الى ستين درجة مئوية، وقال عنه هذا «الصيف بلس». في الواقع حرارة فصل الصيف ليست بجديدة علينا، منذ خلقنا وهي نفس الحرارة، كل سنة، ولكن ربما زادت درجات الحرارة ارتفاعا لعدة أسباب. منها الانبعاث الكربوني وزيادة عدد السيارات. بالإضافة للاحتباس الحراري وكيف تؤثر المباني والسيارات في ارتفاع درجات الحرارة. إن من الأسباب الرئيسية لارتفاع الحرارة هو الاحتباس الحراري الذي يساهم بشكل كبير وواضح في تغيير المناخ لعدة أسباب منها بشرية ومنها طبيعية والتي بدورها تؤثر على انحاء الكرة الأرضية حتى ليس الخليج فقط. بلا شك ان فصل الصيف له آثار سلبية وإيجابية على البيئة وتؤثر حتى على الحيوانات والنباتات وكل الكائنات الحية في الأرض والبحر. جدير بالذكر بمرور الوقت قد تكيف الخليجيون مع هذه الأجواء بالسفر لقضاء الصيف خارج الوطن في ربوع الدول التي حالتها الجوية أفضل، التي تتصف بأنها باردة وتكون أجواؤها معتدلة وممطرة في نفس هذا الوقت. أو الأسواق المكيفة، الاتجاه إلى تقليل الخروج في درجات الحرارة العالية. وتلك حكمة الله عز وجل في كل موسم، حيث إن أغلب الثمار الصيفية تبدأ بالنضج في هذا الموسم. ومعروف لدى المزارعين أن النخيل يحتاج لدرجات الحرارة العالية، والرطب المفضلة للخليجيين يبدأ يتغير لونه بفعل الحرارة. فالفاكهة الموسمية في فصل الصيف تتميز بها عن المواسم الأخرى ويكون الطعم والرائحة مختلفة عنها لو كانت في غير موسمها. وهناك حلول كثيرة للتغلب على ارتفاع حرارة الصيف بزراعة المساحات الخضراء أي التشجير. فالأشجار مفيدة جدا لأنها تطرد الغبار وتقضي على التلوث وتنقي الهواء وتخفض درجات الحرارة. بالإضافة الى ذلك زيادة المساحات والموارد المائية. أيضا استخدام مواد صديقة للبيئة للبناء بدلا من المواد التي تمتص الحرارة ولا تعكسها. ما يسهم في رفع درجات الحرارة الأرض والهواء. ولا يأتي الليل بأي متنفس، بل قد يكون أكثر سخونة من النهار. وهذا ليس بغريب حيث يرى خبراء الأرصاد الجوية بأن فصل الصيف مقسم فلكيا، ومحسوب الأيام التي ترتفع الحرارة فيها، والأيام التي تشتد الحرارة أكثر بها. حيث يبدأ فلكيا منذ منتصف شهر يونيو تقريبا ويستمر الى شهر سبتمبر. ويعتبر السادس عشر من يوليو أصعب خمسين يوما في الصيف، فتكون درجات الحرارة في أعلى مستوياتها والرياح لافحة ثم يطول النهار ويقصر الليل. وهنا نتذكر حكايات الأجداد كيف كانت الحياة بلا كهرباء ولا تكييف ولا تبريد. وكانت لديهم حلول كافية للتبريد في فصل الصيف الحار. وقد اعتمدوا على الحسابات الفلكية المتعددة لارتباطها بشؤون حياتهم المعتمدة كلياً على الطقس والمناخ والنشاطات الجوية. السؤال الآن هل تستطيع تضافر الجهود لإيجاد الحلول المناسبة لمواجهة الصيف بلس؟ هل يمكن المساهمة مستقبلا في التقليل من درجات الحرارة يقول الله عز وجل» إنا كل شيء خلقناه بقدر» تشمل حتى هذه التغييرات المناخية وحتى درجات الحرارة. ولا عجب ان ما يزيد سخونة الطقس هذا الصيف، أيضا سخونة الأجواء والأحداث السياسية المحيطة بالمنطقة بشكل عام. ونحن نتوقع حربا هنا وهناك في ظل الحرب المستمرة في غزة، والحرب المتوقعة في لبنان. بالنهاية مهما كانت حرارة بلادنا في الصيف عادي ولا بلس، هي بلادنا وهي أرضنا الجميلة بكل ما فيها. وصيف ممتع لكم ولنا... كل هذا وبيني وبينكم.