12 ديسمبر 2025
تسجيلطالبة مصرية تحلم بالتخرج والعمل وتعيش بين عائلتها مُعززة مكرمة وتخرج في طريقها لتحصيل علمها فتُقتل عند الحرم الجامعي وفي أسرع حكم قضائي يتم الحكم بالإعدام على القاتل، طالبة أردنية تحلم بمهنة التمريض فتُقتل في الطريق العام وأمام المارة ويهرب القاتل وينتحر، مهندسة فلسطينية طعنها زوجها بـ 15 طعنة في الإمارات وتركها جُثة هامدة تعوم في حمام دمها بالسيارة بعد خلاف ومشادة كلامية، مذيعة مصرية يُعثر على جثتها مدفونة في إحدى الڤلل في الجيزة بعد اختفائها لعدة أيام والمتهم زوجها، مسلسل مستمر لقتل النساء المتعمد ودون ذنب يُذكر وإن وجد فليس من حق الرجل قتل روح امرأة فالدول بها قانون وهو الوحيد المخول بتحقيق العدالة وإقرار القصاص. المتابع للأحداث المتتالية يجد ارتفاع عدد الضحايا من النساء واللاتي يُقتلن على يد رجال بعد التحقيقات يُكتشف أنهم يعانون من اضطرابات نفسية وعُقد وغيرها، ومؤخراً اهتمت المنظمات الحقوقية المهتمة بشأن المرأة بذلك واعتمدت مصطلح (Femicide) فيميسايد ويعني جرائم قتل النساء، ولا يقتصر قتل النساء على العالم العربي بل تتعرض النساء في معظم دول العالم للقتل ولأسباب غير جوهرية قد تكون في لحظة غضب الرجل الذي لا يتحكم بأعصابه فيصب غضبه على المرأة ويقتلها وإن لم تُقتل فهي تتعرض للعنف الجسدي واللفظي بشكل مستمر، وقد رصدت إحدى المؤسسات في مصر 296 جريمة قتل للنساء والفتيات في عام 2021، وتم رصد 24 حالة قتل للنساء في الجزائر 2022، و55 حالة في 2021، وفي لبنان تم رصد 27 حالة قتل في 2020، وفي الأردن والعراق لم ترد أرقام محددة لعدم تقييد وضبط الجرائم ضد النساء خاصة ما يندرج منها تحت مسمى جرائم الشرف وقد ينطبق ذلك على كثير من الدول العربية التي لا توثق قتل النساء خاصة إذا كان من الشركاء والأهل حتى لا يُفتضح أمر العائلة! من يتحمل مسؤولية قتل النساء بدم الرجل البارد! وانتشار العنف تجاهها! تشير بعض أصابع الاتهام لبعض الأعمال الفنية التي تروج لدور الفتوة وعودة البطل البلطجي والذي تقع في حبه الفتيات، والذي لا يتردد في الضرب والقتل واستخدام كافة أشكال العنف، كذلك تُتهم شبكات التواصل الاجتماعي وما تبثه من جرأة وتفاصيل لحياة المشاهير وتقليد البنات والشباب للترند وسعيهم للشهرة دون مراعاة للعادات المجتمعية وتعاليم الدين، فقد يقوم أحدهم بالقتل للشهرة وغاب عن عقله أن مستقبله انتهى وأنه سيُعدم أو يقضي عمره في السجن ولم ينل من الشهرة إلا أياما معدودة تَحسّب عليه الجميع ودعوا عليه بالموت من الجريمة التي ارتكبها، هل يمكن أن يكون ضعف الوازع الديني خاصة مع انتشار طرق التعليم الغربية التي تبعد المواد الدينية من التدريس وانشغال الأهل بأمور الحياة فينشأ الأبناء بعيدين عن التعاليم الدينية وما يترتب عليه من قصاص في الحياة، كذلك تهاون القوانين الأمنية وعدم وجود الرادع والوعي الأمني، وربما اقتصارها في بعض الدول على تنظيم سير الطرق والأمن الخارجي للبلد جعلهم يغضون الطرف عن المشاكل الاجتماعية باعتبارها شأنا خاصا وعائليا ولا يتدخلون إلا بعد أن تُرتكب الجريمة! الجرائم في ازدياد بل ووصلت لقتل الأمهات والأبناء والأطفال وهذا يفسر أن المجتمعات عربية أو غربية تعاني من خلل في التربية أو التنشئة أو التعليم أو الخطاب الديني أو الإعلام والأغلب أن كل تلك الأسباب مجتمعة، فقتل روح الإنسان تُحرمه كل الأديان السماوية والقوانين الوضعية وترفضه الإنسانية، ورغم ذلك فما زال بعض الرجال لا يترددون في استغلال النساء وتعنيفهن وقتلهن دون وجه حق! • لابد من تكثيف الخطاب الأمني والقانوني تجاه الجرائم، ومعاقبة الجُناة بشكل سريع بأقصى العقوبات ليكونوا رادعا لمن تسول له نفسه تعنيف المرأة أو قتلها! • يجب أن يتربى الرجل على الحكمة والرحمة والاحترام تجاه نساء بيته، وأن يكون لهم العون والسند مما سينعكس على معاملته مع باقي النساء أمّا الولد الذي يتربى على العنف وعلى أنه رجل يأخذ حقه بيده وتشجيعه على ممارسة رجولته بالعنف تجاه نساء البيت هو وحش سيتسبب في جرائم وسينتهي به المطاف منتحراً أو مَعدوماً فالعنف لا يُخلف إلا العنف! [email protected] @amalabdulmalik