24 سبتمبر 2025

تسجيل

الأفغان أمام لحظة حاسمة

03 يوليو 2021

بعد 20 عاما، ظلت خلاله مركزا للعمليات الأمريكية الإستراتيجية في أفغانستان، أخلت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، قاعدة باغرام الجوية الأفغانية، لينهي إغلاق القاعدة، الواقعة شمال كابول، الوجود العسكري الأمريكي في أهم قاعدة جوية بأفغانستان، ليصل انسحاب الجيش الأمريكي وقوات الناتو إلى مراحله الأخيرة. ويمثل إخلاء قاعدة باغرام وتسليمها للقوات الأفغانية مؤشرا على أن الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية والأجنبية الأخرى من أفغانستان بات وشيكا، خصوصا بعد اكتمال انسحاب القوات الألمانية والإيطالية المشاركة في مهمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). ويأتي هذا الانسحاب الذي يفترض أن يكتمل قبل الحادي عشر من شهر سبتمبر المقبل، تنفيذا لبنود اتفاق الدوحة التاريخي بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، والذي مهد الطريق أمام انطلاق المفاوضات بين الأطراف الأفغانية للتوصل إلى سلام شامل ومستدام يحقق تطلعات الشعب الأفغاني، الذي ظل يعاني من ويلات الحروب لعقود من الزمان. اليوم ومع قرب اكتمال إنهاء الوجود العسكري الأجنبي، يواجه القادة الأفغان لحظة تاريخية حاسمة، لا تحتمل سوى طريقين أحدهما يقود إلى انزلاق البلاد في أتون الفوضى والحرب الأهلية، والثاني يؤدي إلى تحقيق السلام.. الأمر الذي يلقي بمسؤولية كبيرة على هؤلاء القادة. إن التزام الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، بتنفيذ أحد أهم بنود اتفاق الدوحة التاريخي، بالانسحاب من أفغانستان، ينبغي أن يشكل دافعا قويا للقادة الأفغان الذين يمثلون كل أطراف العملية السياسية الجارية حاليا في الدوحة، للتحرك إلى الأمام والإسراع في إنجاز سلام شامل ينهي الصراع المستمر منذ عقود والذي أنهك الشعب، ويفتح الباب أمام مستقبل جديد لأفغانستان مزدهرة ومتطورة. وما يبشر بالتفاؤل، أن دولة قطر والشركاء الإقليميين والدوليين، يدركون أهمية تسريع إنجاز عملية السلام في أفغانستان، وهم يواصلون جهودهم بكل عزم وجدية لتحقيق هذا الهدف، خصوصا مع استمرار المفاوضات بين الأطراف الأفغانية في الدوحة.