23 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر وتركيا.. نموذج فريد للعلاقات الإستراتيجية

03 يوليو 2020

لقاءات صاحب السمو وأردوغان تكون دائماً لخير الشعبين والإنسانية علاقات البلدين جرى اختبار قوتها ومتانتها في أشد الأوقات حلكة الشراكة بين البلدين لديها كل مقومات الاستمرار والنجاح تقدم قطر وتركيا نموذجا فريدا للعلاقات الاستراتيجية بين دولتين، إذ يقف العديد من المحطات شاهدا على عمق التحالف الاستراتيجي القائم بين الدولتين، والذي يبرز ويلمع أكثر ما يكون في أوقات الشدة والمواقف الصعبة التي تظهر معادن الأصدقاء الحقيقية. وبفضل الارادة السياسية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وأخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، ظلت العلاقات الاستراتيجية بين البلدين تنفتح كل يوم نحو المزيد من التعاون والتكامل في كل المجالات، السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والامنية وحتى مجالات الثقافة والسياحة والرياضة وغيرها. وفي هذا السياق، يشكل اللقاء الذي جمع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مساء امس، مع أخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة في الدوحة، محطة مهمة في مسيرة العلاقات المتميزة بين البلدين التي يرعاها كلا الزعيمين، حيث أكد الزعيمان عزمهما على دفع العلاقات بين البلدين إلى مستويات أكثر تعاونا وتكاملا في جميع المجالات. وليس غريبا أن تكون دولة قطر هي الوجهة الأولى لفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خارج بلاده بعد جائحة كورونا /كوفيد - 19/، إذ إنها تأكيد على عمق العلاقات التي تجمع بين البلدين على كل المستويات، وهي علاقات جرى اختبار قوتها ومتانتها في أشد الأوقات حلكة، إذ كانت قطر الى جانب تركيا، دعما لها في مواجهة المحاولة الانقلابية الفاشلة في عام 2016م، بينما وقفت أنقرة مساندة وداعمة ومؤازرة للدوحة في مواجهة الحصار الظالم الذي تعرضت له. وفي ذروة الأزمة التي تعرضت لها الليرة التركية، كانت قطر حاضرة من خلال توجيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بتقديم حزمة إجراءات لدعم الاقتصاد التركي بقيمة 15 مليار دولار أمريكي؛ عبارة عن استثمارات جديدة وودائع وضمانات. ومنذ عام 2014، تنطلق عجلة العلاقات بين البلدين بقوة، تدفعها اجتماعات القمة بين صاحب السمو والرئيس التركي والتي تجاوزت خلال السنوات الست الماضية أكثر من 16 قمة، وأدت الى توقيع ما يربو على 50 اتفاقية شملت مجالات التعاون المختلفة. وهذه الزيارة، هي الثانية لفخامة الرئيس أردوغان إلى الدوحة خلال أشهر، حيث زار فخامته قطر في نوفمبر من العام الماضي، ليترأس مع صاحب السمو، الدورة الخامسة للجنة العليا القطرية التركية، والتي شكلت محطة بارزة في مسيرة التعاون الثنائي التي تهدف الى تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. ومما ساعد على تحقيق كل تلك الانجازات ووسع آفاقها هو المسار المؤسساتي للعلاقات الثنائية. وتمثل اللجنة العليا القطرية التركية العليا، برئاسة صاحب السمو والرئيس التركي، الاساس لقوة التحالف الاستراتيجي بين البلدين. * التنسيق والتشاور وإلى جانب التعاون الثنائي في المجالات المختلفة، يحرص الزعيمان على التنسيق والتشاور المستمر فيما يتعلق بالتطورات الاقليمية في فلسطين وليبيا وسوريا واليمن وغيرها، فضلا عن القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، خصوصا أن رؤية البلدين لقضايا المنطقة تنطلق من قواسم مشتركة ورؤى متقاربة حول العديد من الملفات، حيث يظهر التناغم السياسي الكبير بين البلدين في المواقف وتطابق وجهات النظر تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما قضايا المنطقة من فلسطين الى سوريا وليبيا واليمن وغيرها. وفي هذا الوقت، ومع التطورات الكبيرة التي تجري في المنطقة سواء في فلسطين، حيث يتصاعد التوتر بسبب خطة حكومة الاحتلال الاسرائيلي لضم اجزاء من الضفة الغربية والاغوار بما يهدد الاستقرار، أو ما يحدث من تطورات مهمة في ليبيا، تبدو الحاجة كبيرة وملحة للتنسيق والتشاور بين قطر وتركيا، بما يساعد على الاستقرار في المنطقة. *تناغم لخير الإنسانية إن التناغم الكبير في الرؤى فيما يتعلق بالقضايا المختلفة، وديناميكية العلاقات عزز من قوة البلدين على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهي قوة بما تمتلكه من ادوات تسعى لخير الإنسانية ولتعزيز الأمن والسلم الدوليين، ولهما في هذا الشأن نجاحات بارزة. لقد قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إن الجوار الجغرافي والإرث الحضاري المشترك بين العرب وتركيا، أسس للتعاون البنّاء في تنمية المنطقة واستقرارها، والإسهام المتكامل في تقدم الإنسانية جمعاء. إن الشراكة الاستراتيجية بين قطر وتركيا كتب لها كل مقومات الاستمرار والنمو لتصبح نموذجا للشراكات في المنطقة والعالم، بعد أن طوّر البلدان تعاونًا قويًّا على أعلى مستويات صنع القرار، ولصالح شعبي البلدين ولخير الإنسانية، وهي السمة التي تميزها عن كل التحالفات والشراكات. الزيارة الكريمة لفخامة الرئيس أردوغان، أمس للدوحة، تحمل الكثير من المعاني، وهي تأتي في إطار الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في الدولتين، والتي تكون نتائجها دائما لخير الشعبين والمنطقة والعالم.